ثورة أون لاين – أحمد عرابي بعاج:
ظنت واشنطن لفترة من الزمن أنها صاحبة اليد الطولى في العالم وأنها تستطيع أن تفعل ما يحلو لها في دول المنطقة وأنها تستطيع أن تزيح حكومات وأنظمة بعد نجاح إرهابها في "دول الخريف العربي" وصعود الإخوان المسلمين في غفلة من الشعوب لفترة من الزمن ثم ما لبثت أن بدأت بالتلاشي….
وباعتبار أن دوام الحال من المحال فقد تصدت سورية لهذه الهجمة الإرهابية وللعصابات الوهابية وقاومت ما يزيد عن أربع سنوات ونصف هذا الإرهاب القادم من خارج الحدود مع تكالب قوى الشر عليها من أكثر من ثمانين دولة بدعم من دول وتواطؤ من أخرى وإشراف مباشر من واشنطن وتل أبيب.
أما الآن وقد دخلت روسيا بثقلها على الساحة وقدمت لسورية أسلحة نوعية ورفعت مستوى التعاون العسكري إلى الحد الذي أربك مشاريع واشنطن وعطل مخططاتها وجعل تل أبيب تعيد حساباتها.
هذا التطور الجديد في المنحى والمعطى والموقف سوف تنتج مفاعيله تحولاً جديداً في الأحداث والمسارات على الأرض مباشرة، وهو ما جعل واشنطن تطرق أبواب موسكو عارضة التعاون والتشاور والتنسيق لعقد لقاءات تجمع المسؤولين الروس والأمريكيين لدراسة جديدة للوضع في سورية تفرد فيها روسيا أوراقها على الطاولة وربما دفعة واحدة، ولا بد أن ينتج عن المواقف الروسية القوية تحول إيجابي في مسار الحرب على الإرهاب يجبر واشنطن على القبول بالأمر الواقع والتراجع عن مخططاتها التدميرية لسورية.
فبعد الآن لم يعد مسموحاً لواشنطن الاستفراد في المنطقة أو السعي إلى إسقاط الدولة السورية.
أما محاربة الإرهاب فسوف يكون لها شأن آخر بعد دخول روسيا العسكري على خط المواجهة والتعاون مع الجيش العربي السوري، الذي قال عنه الرئيس بوتين أنه القوة العسكرية الوحيدة القادرة على مواجهة داعش على الأرض.
ومن هذا المنطلق سوف يتشكل الحلف الذي دعا إليه الرئيس بوتين سواء قبلت واشنطن وحلفاؤها أم لم تقبل، فالمسألة لم تعد بيدها وحدها، وما ستؤول إليه التطورات المتسارعة هو ما يعول عليه وتتبلور مساراته شيئاً فشيئاً وحسب توقيت موسكو هذه المرة.