ثورة أون لاين – أحمد عرابي بعاج:
يحاول أردوغان وحكومته في هذه الفترة استرضاء تل أبيب لإعادة العلاقات التركية-الصهيونية، وذلك بعد قطيعة طويلة استثمرها أردوغان ودفع ثمنها مواطنون أتراك في سفينة مرمرة التي استغل حادثتها لتصعيد الموقف مع الكيان الصهيوني وإظهار نفسه للعالم العربي بأنه المدافع عن فلسطين وأنه زعيم إقليمي وقف في وجه «إسرائيل» وترك منصة دافوس بعد تمثيلية سمجة أمام رئيس الكيان الصهيوني الإرهابي شيمون بيريز.
ومنذ ذلك الحين تحاول تل أبيب إعادة العلاقات مع الجانب التركي نظراً لأهميتها الجيوسياسية بالنسبة لها.
وبعد التردي الذي وصلت إليه السياسة التركية واعتدائها على القاذفة الروسية إضافة إلى غدره بسورية وشعبها ودعم التنظيمات الإرهابية فيها، كشف أردوغان عن وجهه الحقيقي وعاد لاستجداء تل أبيب بعد أن أدارت له واشنطن ظهرها وتجاهله حلف شمال الأطلسي في معركته الدونكشوتية، والتقطت حكومة العدو الصهيوني اللحظة المناسبة لإذلال أردوغان الذي أهان يوماً رئيس كيانها على مرأى العالم، وهي ترد له الآن الصاع صاعين بطلبات تعجيزية لقبول إعادة العلاقات مع الحكومة التركية الإخوانية التي تكشف يوماً بعد يوم عن وجهها الحقيقي القبيح وتواطئها الدائم مع الكيان الصهيوني وخدمتها لواشنطن، وهي ما تستحق أن تعامل به من قبل واشنطن وتل أبيب، فهكذا يعامل الأجراء الأذلاء عند حشرهم في زوايا وزواريب سياساتهم الرعناء التي تؤثر سلباً على الشعب التركي الذي ابتلي بحزب إخواني مجرم مرتبط مع الخارج ضد مصالح شعبه ودولته، وينفذ أجندة حزبية عقائدية ضيقة الأفق لا تراعي شرائح المجتمع التركي الرافض لهذه السياسة المجنونة.