الثورة أون لاين- بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم: لم تكن حفلة الردح العربي في جلسة الأمس بحاجة الى تفسير أو تعليق .. وهي تدلق في الوجه العربي آخر ما في جعبتها من سهام الحقد والدونية والوضاعة السياسية والأخلاقية.
ولم تكن قرارات الجامعة تحتمل التفنيد لأنها تفند ذاتها بكل ما فيها من مغالطات.. إذ إنه بعد الخروج عن الميثاق لم يبق هناك من مبدأ يمكن لها أن تلتزم به.. ولا سقف قد تستهدي إليه. جلسة.. كانت الفجيعة العربية في أقصاها.. والصفاقة السياسية والأخلاقية في دونيتها حتى بدت بازار سباق في التآمر والخيانة ومناظرة في العهر السياسي!! منذ بداية الأزمة وحتى اليوم نأينا بأنفسنا عن تلك الكلمات الموبقة، وتغاضينا عنها، بل تعاملنا بكثير من المواربة مع تصريحات ومواقف اشتمّ منها تلميحاً أو تصريحاً أنها في قلب المؤامرة على سورية والسوريين، حتى إن الكثير من الأسئلة الساخنة على لسان السوريين بقيت دون إجابة.. لماذا لا تخاطبونهم بالمفردة ذاتها والأسلوب نفسه.. وكان لدينا اليقين بأننا كسوريين لا نقبل ولا نسمح أبداً وتحت أي مسمى أو ذريعة بالذهاب حيث يرغبون.. وآلينا على أنفسنا أن نبتعد لقناعتنا بأن كل إناء بما فيه ينضح.. لكن.. إذا كان ذلك النأي قد فهمه المهووسون وصبيان السياسة، على أنه مدخل يسمح لهذا الأرعن أو ذاك الأبله بالتطاول على السوريين أو أنه من باب العجز لدى قلة من المراهقين السياسيين أو المحنطين، فإن في ذلك الكثير من المغالطات، بل الأخطاء غير المسموح بها مهما كان العنوان.. حين حرّضوا.. قلنا إنها موجة وتزول.. وحين اشتركوا في التآمر.. اعتبرناه دورهم.. وحين دفعوا بالمال والسلاح ليقتلوا به السوريين .. حاولنا الصبر كي لا ننكأ المزيد من الجراح المؤلمة في الجسد العربي. . لكن أن يتجرؤوا على المسّ بكرامة السوريين .. أن يتنطح «سعود» ليرمي مافيه من موبقات على غيره فهذا تجاوز لا نقبله ولا نرضى به.. لأنه لو كان يعرف معنى الكرامة، لما استفاض بتلك الركاكة في الحديث.. ولا استمر بهذا الحقد .. لكن فاقد الشيء لا يعطيه بل لا يعرف معناه ولايدرك دلالاته!!
غيهم دفعهم لمزيد من الانزلاق في الخطيئة.. لمزيد من التهوّر لحدّ الحماقة.. وصولاً إلى ما لا يمكن السكوت عنه، مهما كان، ومن أي طرف في هذا العالم.. في لغة مقامرة ومغامرة ومفردة وضيعة وصفاقة سياسية غير معهودة..
لقد «بلغ السيل الزبى».. هذه سورية، وهؤلاء هم السوريون، ومن غير المسموح لهذا الأهتر ولا لذلك الأبله أن يتطاول عليهم.. وهذا ليس خطاً أحمر فحسب، بل خطيئة لا تغتفر وجريمة غير مسبوقة في التعاطي السياسي.. ولا يمكن لأي سوري أن يقبل بها لأنها تؤذي وجدانه.. وسيعلم أولئك المتعفنون والمهزومون كيف تكون الكرامة.. وكيف يكون الحفاظ عليها.
إذا سكتنا عن تجاوز سياسي هنا أو موقف تحريضي هناك.. وإذا صمتنا عن تواطؤ هنا.. وتآمر هناك.. فلن نسكت عن استمرار سفك الدم السوري ولا على الاستقواء بالآخرين.. ولا التطاول على كرامة السوريين ولا على سوريتنا..
ربما وصل الأمر إلى نهايته.. وصلت القضية إلى حيث يجب أن تنتهي.. أن يوضع حدّ لهذه المهزلة.. وما قبلناه في الماضي لن يمرّ اليوم.. وما سكتنا عنه بات من غير المعقول التغاضي عنه..
سورية لن تعييها الحيلة.. والسوريون لن يعدموا الوسيلة ولا الأسلوب.. ولا الأداة أو الطريقة.. وكما كانت وكانوا في الماضي.. هي وكذلك هم اليوم.. وكما رفضت ورفضوا كل هذه الهرطقة.. لن ترضاها ولن يرضوا بها اليوم.. وكما أفشلت خططهم الماضية فإن هستيريتهم لن تنفع وسترتد وبالاً عليهم.
حذارِ.. مما يغرقون به.. وحذارِ من ذاك المستنقع.. كنا ندرك أن سورية تؤلمهم وتوجعهم.. وأن السوريين.. هذا الشعب الأبيّ الكبير.. هو مَنْ يقضّ مضاجعهم.. وما يولّد فيهم من كوابيس لا تنتهي.. وربما هو السبب في تلك الرجفة التي لا تفارق سعود.. ووراء ما لحق بملامحهم من شحوب كانت تفصح عنه سوداوية حمد؟!!
ما يدركه الجميع أن الشعب السوري الذي يمضي ببناء سورية التي يريدها.. يتابع خطاه بثقة.. ببناء يزيد من قوته وصموده ويعزز إرادته وكرامته التي لا تعادلها كنوز العالم، وسيبقى معتزاً بها ومفاخراً.. كما سيبقى فوق كل تلك الهرطقات ومزاعمها.. وكل هذه الحالات من الردح الرخيص والتافه الذي يفضح ما في قلوبهم السوداء.. وسيعلمهم هذا الشعب كيف يكون ؟!!.
a-k-67@maktoob.com
المصدر: الثورة