ثورة أون لاين – خالد الأشهب:
كبعير لا يرى الحدبة فوق ظهره، يؤستذ وزير تونسي سابق وقيادي في جماعة راشد الغنوشي الإخوانية في ملتقى عام، فيرى أن : «الدروس المستخلصة من التجربة التونسية القائمة على التوافقات والتفاهمات السياسية قد تفيد دولاً عربية أخرى من بينها سورية»
ثم يضيف كالمتورم وقد ظن أن ورمه صحة وعافية : «سورية ليست أمام خيارات كبرى، فإما أن يقع حل المشاكل سلميا أو تتواصل هذه الحرب الأهلية المدمرة والمؤثرة على سلم دول الجوار والمنطقة عموماً»!
وفضلاً عن أنه فسر الماء بالماء في مسألة الخيارات الكبرى (والإما وإما)، فإن الاخواني التونسي المريض لم يستح من الأستذة وتمثيل دور الطبيب ووصف العلاج للآخرين.. وهو وأمثاله من جماعة راشد الغنوشي للاخوان المسلمين في تونس وجماعات السلفية الجهادية والدعوية المتفرعة عنها وغيرها هم من صدّروا إلى سورية ولا يزالون يصدرون ما لا يقل عن اثني عشر ألف إرهابي مجرم في الطرود البريدية التركية وفق إحصاءات غربية وأميركية خاصة في عهد الرئيس الدمية المنصف المرزوقي!!
لا تفاجئنا بالطبع مثل هذه الأنياب المتخفية خلف الابتسامات، ولم يعد يُغضبنا مثل هذا النموذج من العهر السياسي المتلون فقد عرفناه وعرفنا ما هو أعهر منه وأنكى .. لكن :
يؤلمنا أن تذهب التيارات القومية والعروبية في تونس مذهب خداع نفسها وخداعنا معاً.. خداع نفسها بوهم أن ما جرى في تونس كان ثورة، وخداعنا حين تختصر حضورها وتأثيرها في هذه «الثورة» بوقفة «تضامن» مع سورية؟