قضية الإعلام 1

ثورة أون لاين- أسعد عبود:
اخترت بادئ ذي بدء لهذه المقالات عنواناً أزمة الاعلام، ولكون الأزمة تأخذ طابع الحالة الطارئة المؤقتة غالباً، ففضلت أن اسميها قضية الإعلام… رغم الاتساع الذي تحويه العبارة

والذي قد لا تغطيه هذه المقالات المتتالية، حالة الإعلام تشي مبدئياً بـأزمة… لكن كما اراها من خلال متابعة استغرقت العمر كله، هي قضية مستمرة بصورة أزمة لم يتيسر لها الحل رغم خطورة الاعلام و الحجم الكبير الذي أصبح يحتله.. فهو النشاط الاجتماعي الذي يتربع على عرش انتصارات النضال البشري المتمثل بالاتصالات.‏

بقدر ما أظهر تطور الاتصالات و وسائط التواصل مدى غير محدود وامكانات كبيرة وضعت في خدمة الاعلام ظلت القضية قائمة وتتمثل بالسؤال التالي:‏

هل الاعلام نشاط مستقل بذاته، أم هو ممسوك وموضوع دائماً في خدمة نشاطات أخرى ؟.‏

تذبذب الواقع الاعلامي وتمايز حالاته و تغير مواقفه تشير بوضوح إلى أزمة مستمرة تعبر عن قضية غير محلولة، وحقيقة الأمر ومع التأكيد على الفوارق الشاسعة بين مؤسسات الاعلام بين دولة وأخرى ومجتمع وآخر.. فإن الحالة الاعلامية السورية الجديرة بكل أشكال التغيير والتطوير هي عرض لمرض عام يصيب الاعلام في كل مواقعه، لكن مرة أخرى أقول مع فرق التشبيه.‏

يقيني أن شدة ما تعرضنا له في السنوات الأخيرة من عدوان حقيقي وصل فعلاً حد الحرب الكونية علينا، استخدم فيه الاعلام كسلاح فتاك بالتأكيد، ارتبط بشدة تأثيره علينا بتواضع وضعف وتخلف اعلامنا… لكن من الخطأ القول: إن ما عانى ويعاني منه الاعلام الوطني هو حالة اعلامية وفقط.. والبرهان على ما أقول يمكن أن يأتي من قراءة واقع مؤسساتنا الاجتماعية والثقافية الأخرى. مؤسسات القضاء مثلاً… التعليم… التربية… الثقافة.. وغيرها إلى آخر السلسلة.‏

أعود لأعمم وسأعود للتخصيص في الحالة الاعلامية السورية لاحقاً، وأستعير من السيد تيري مارياني رئيس وفد مجلس الأمة الفرنسي الذي يزور سورية كاسراً طوق الاعلام الذي فرض على هذا البلد، في حديث تلفزيوني له، مصطلحين:‏

الأول – سماه التسمم الصحفي.‏

الثاني – تطويع اعلامي عام. ورد التعبير هنا من مصطلح الطاعة بالتالي التبعية، وليس فقط من حيث وضعه في الخدمة بدلالة متابعة حديث الرجل للاستدلال عما عناه.‏

أرى أن هذين التعبيرين يشكلان مذكرة اتهام كاملة تتوافر حيثياتها في قناعات ورؤية من تستوقفه قراءة القضية الاعلامية.‏

هو بالضبط كذلك. الاعلام كنشاط عالمي عام يعاني من نشر السمية عبر الصحافة والسيطرة الكلية على الاعلام، السيد مارياني رواها كمراقب سياسي بارع في اقتباس وتوجيه ملاحظاته، فيما يخص موقف الاعلام من الحالة السورية والتشوهات التي احدثها في الرأي العام العالمي فيما يخص هذه المسألة، وبتقديري أن هذه الحالة الاعلامية المريضة إلى درجة نشر الأذى، عوضاً عن نشر المعرفة .. ليست محصورة في موقف الاعلام العالمي الذي تسيطر عليه الاحتكارات التي ترسم السياسات الاستعمارية والامبريالية في العالم، من المسألة السورية!! لكنها تظهر بشكلها الفاقع في هذه المسألة.‏

كيف ترسم هذه الاحتكارات سياساته وهل هي منتصرة دائماً.. ؟‏

سأحاول الاجابة على هذا السؤال وغيره في الحلقات القادمة اسبوعياً في هذه الزاوية من هذه الجريدة التي اتمنى لها كل الخير مع بداية عام جديد… فقد أمضيت فيها ومعها الشطر الأغلى و الأطول من العمر.‏

as. abboud@gmail.com

آخر الأخبار
ليس مشروع إعمار فقط   بل إعلان عودة التاريخ العربي من بوابة دمشق  تسهيل لخدمات الحجاج.. فرع لمديرية الحج والعمرة بدير الزور تعزيز الطاقة المتجددة والربط الكهربائي في زيارة الوزير البشير لمحطة سدير السعودي سوريا تطلق خطة طموحة لإعادة هيكلة قطاع الطيران وتطوير مطار المزة كمركز للطيران الخاص تعديلات جديدة على النظام الانتخابي ومجلس الشعب القادم بـ210 مقاعد اتفاقية استراتيجية بين سوريا والسعودية لتعزيز التعاون في الطاقة وفتح آفاق التكامل الإقليمي نقطة طبية في جدل بدرعا لخدمة المهجرين من السويداء 1490 مريضاً استقبلتهم العيادة الأذنية في مستشفى الجولان الوطني تأهيل مدرسة سلطان باشا الأطرش في حلب قرار حريص على سلامة الطلاب..  تأجيل امتحانات الثانوية في السويداء  عشرة أيام وحارة "الشعلة" في حي الزهور بلا مياه .. والمؤسسة ترد  الأردن يجدد التأكيد على أهمية الحفاظ على سيادة و استقرار سوريا   مظاهرة حاشدة في باريس تنديداً بالعدوان الإسرائيلي ورفض التقسيم إزالة 32 مخالفة تعدٍّ على خطوط مياه الشرب في درعا "الجبهة الوطنية العربية" تقدم مساعدات طبية إسعافية لصحة درعا وزير الإعلام من حلب: إعادة هيكلة الإعلام الحكومي.. وعودة الصحافة الورقية منتصف أيلول  خطة عاجلة لتأمين الاحتياجات الأساسية بدرعا للمهجرين من السويداء متابعة الخدمات الصحية المقدمة في المركز الطبي بقطنا صحيفة الرياض: استعادة سوريا لمكانتها العربية ضرورة وليس خياراً مناشدات لتخفيض أسعار الأعلاف بعيداً عن تحكم التجار.. الشهاب لـ"الثورة": نعمل على ضخ كميات كبيرة في ا...