ثورة اون لاين: العدالة والمساواة هي مفاهيم في السماء اما على الارض فهي القوة والارادة والاستئثار هذه هي الحقيقة المرة التي لا يستطيع احدانكارها نعم هناك قوانين وانظمة ومنظمات ولكن هذا شيئ وما يجري على الارض شيئ اخر فقواعد العدالة ومع الاسف لا تطبق الا على الضعفاء والمهمشين ما يؤكد ما ذهبنا اليه هو ما يجري على الواقع وفي اكثر من مكان وثمة امثلة عديدة على ذلك اقربها ما جرى لليبيا وقبلها العراق والكل يتذكر ان القوات الامريكية وبعد ان اخرجت القوات التي احتلت الكويت لم تكمل مسيرتها باتجاه العمق العراقي لانها كانت تخشى من الخسائر التي يمكن ان تلحق بها جراء امتلاك العراق اسلحة قادرة على الحاق خسائر بالقوات الامريكية فعملت امريكا على فرض حصارجائر على العراق لمدة تزيد على اثنتا عشرة سنة حتى استنزف اقتصاديا وبشريا وعسكريا حيث تم تدمير ما امتلكه من اسلحة غير تقليدية عندذاك وبعدان ايقنت امريكا ان العراق لم يعد قادرا على الحاق خسائر بقوات الغزو كان ما كان دون النظر الى القرارات الدولية الامر نفسه طبق على ليبيا فبعد ان دمر القذافي ما كانت تمتلكه ليبيا من اسلحة غير تتقليدية وتوفرت الظروف المناسبة جرى ما جرى لليبيا .
بالمحصلة يخطئ من يعتقد ان الغرب يحترم اية شرعية دولية او قوانين ناظمة للعلاقات بين الدول تقرها المنظمات الدولية او غيرها عندما يصطدم ذلك بمصالحه او طموحاته فالمنظمات الدولية القائمة هي اساسا تعبير عن مصالحه وادوات يستخدمها مظلة لتغطية مشاريعه واجنداته انها اشبه ما تكون ادوات استعمار جديد لا اقل ولا اكثر ولعل ما يدعيه من تدخل انساني او غيره لا يعدو كونه تعبير ملطف لذلك .
وفي حقيقة الامر فإن ما يحول دون تدخل الغرب في سورية هو قوة الردع التي يمتلكهاالجيش السوري والخوف من ردة الفعل السورية تجاه العدو الصهيوني اللاعب الرئيسي في كل ما يجري وليس ما يدعي كذبا وهو عدم وجود غطاء دولي لذلك من مجلس الامن فلو توفرت الظروف الموضوعية لذلك لما تردد الغرب لحظة واحدة في القيام بذلك والرهان قائم حاليا على انهاك واستنزاف القوة السورية العسكرية والاقتصادية والمجتمعية بحيث يكون حاصل التدخل في اطار الخسائر والارباح العسكرية والبشريةو الكلفة الاقتصادية في الحدود الدنيا .
لقد اعلنت المندوبة الامريكية لدى المنظمة الدولية سوزان رايس ان امريكا ستستمر بتقديم المساعدات للمعارضة حتى يرحل النظام وهذا لا يتحقق الا بتغير المعادلة على الارض او تغير مواقف الدول الداعمة لسورية وهنا تتأكد حقيقة ان معادلة القوة هي الفاعل والحاسم الرئيسي في كل ما يجري ،حاحتمال اخر قد يجعل الغرب يقدم على تدخل عسكري في سورية ولو على نحو ما وهو ان توصلت السلطة الوطنية واطراف المعارضة الى اتفاق على الدخول في حوار سياسي وطني يساهم في حل الازمة ويوقف دوامة العنف لان الوصول الى هكذا اتفاق يسقط الهدف الاستراتيجي للغرب وهو التغيير عبر التدمير .
د. خلف علي المفتاح