ثورة أون لاين- شعبان أحمد:
لا يزال الصراع والعصف الفكري مستمراً بين مؤيد لتعديل قانون العمل، وخاصة في مادته (الذهبية) المعنية برفع سن التقاعد إلى 65 عاماً.
البعض المؤيد متمسك بالتمديد كون الأزمة التي عصفت بسورية لسبع سنوات أدت إلى نقص حاد في الكوادر… إذ إنّ هجرة العقول وأصحاب الكفاءات إلى الخارج من أهم المنغصات التي أرخت بظلالها…!!
أما المعترضون فحجتهم (الخجولة) تركزت على الخوف على الجيل (الجديد) وزيادة البطالة بين الشباب والشابات… وهنا يقع على عاتق الحكومة حمل (ثقيل) في طريقة التعاطي مع هذا الملف الحساس وإمكانية خلق مشاريع استثمارية جديدة وضخمة تكون قادرة على استيعاب مخرجات التعليم وضخ دماء جديدة عبر شباب ناشئ، عانى كثيراً من البطالة…!!
طبعاً هنا يجب على الحكومة أيضاً ألاّ تنسى أو تتناسى البطالة المقنعة التي تملأ المؤسسات…!!
إذاً… رفع سن التقاعد سلاح ذو حدين… بإمكاننا أن نجعله إيجابياً… والعكس صحيح…!!
هنا الاعتقاد يطفو على السطح ويضع وزارة العمل والحكومة أمام مسؤولية مركبة لجهة التعاطي مع هذا الملف بحكمة ودراية… بعيداً عن المصالح الشخصية (الضيقة جداً)… مع فرضية (الاستشعار) بالنتائج المبنية على دراسات معمقة…!! عبر وضع أسس واقعية عن الاختصاصات التي يمكن رفع سن تقاعدها وأخرى قد نحتاج إلى تخفيضه، فالأعمال الفكرية والعلمية والهندسية قد تكون من ضمن الاختصاصات التي تتراكم الخبرات فيها عبر السنين… وهنا القيمة المضافة برفع سن التقاعد قد يحقق أهدافه…
يقابلها مهن أخرى عضلية وإدارية قد يكون تخفيض سن التقاعد فيها (تقاعد مبكر) وضخ دماء جديدة شابة على قدر كبير من الأهمية…
ولأننا من الواثقين بأداء (البعض) نعتقد أن هذه المعطيات ليست غائبة عن أذهانهم ودراساتهم… خاصة بعد تجربة سابقة أطلق عليها (التقاعد المبكر) لإفساح المجال للجيل (العاطل) عن العمل أن يجد فرصته ويثبت ذاته…!!
أما إذا الصراع احتدم… والمصالح تداخلت… هنا لا يسعنا سوى الانتظار والمراقبة… على أمل انتصار المنطق (العقلاني) على الآخر (الارتجالي)…؟!