ثورة أون لاين:
أشرقت حناجرهم فكانت سابقة في برنامج يحتضن زهوراً فاحت عطور أصواتها فطبعت في عقول الجمهور الذي راح يترقب تلك البراعم الواعدة عبر إطلالتها المشرقة على مسرحٍ ضجّ بالطفولة والأناقة و عذوبة الصوت.
أطلوا علينا عبر برنامج ذا فويس كيدز (بنسخته العربية) في دورته الثانية، وهو برنامج مواهب يستهدف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 7 و14 عامًا بمشاركة لجنة حكام ثلاثية مؤلفة من الفنانين كاظم السّاهر، نانسي عجرم، وتامر حسني، لاختيار أحلى صوت بين المتسابقين.
يشارك في هذا الموسم أطفال من مختلف الدول العربية وهذا يعكس ما يلاقيه البرنامج من متابعة وجماهيرية عالية جداً في هذه الدول تظهر جلياً على مواقع التواصل الاجتماعي التي تشتعل بهاشتاغ “ذا فويس كيدز” بعد كل حلقة.
وصل عدد المشاركين السوريين في هذا الموسم في المرحلة الأولى إلى 13 طفلاً مشاركاً من أصل 45 أي أكثر من ربع العدد، بعد أن كان في موسمه الأول قد قُبل 7 مشاركين سوريين، أي أنّ الموسم الثاني ضم ضعف عدد الموسم الأول، بينهم رواد في مجال الغناء والعزف وطلاب في المعاهد الموسيقية أثبتوا أن سورية ما زالت تصنع المواهب وهي تواجه أعتى الحروب، مع العلم أن السوريين في الموسم الماضي حصلوا على المركزين الثاني والثالث، وأذهلوا الجمهور العربي بما قدّموه من إبداع وتميز. وبدا واضحاً اليوم التنافس بين أعضاء لجنة التحكيم لضم تلك الأًصوات السورية لفريقها الخاص، الذين يمتلكون خامة صوت قوية تنتمي للطرب الأًصيل، وما هذا إلا أمر مبشّر بجيل نهض من ركام الحرب يريد مواجهة الموت بالغناء والموسيقى، وكأنه أراد أن يفرض لغة الحياة على الأيام القادمة.
من أبرز ما يميّز هذا البرنامج عن بقية برامج المواهب عموماً، والبرنامج الأم “ذا فويس” خصوصاً، يكمُن في هيكلية البرنامج التي تأخُذ بعين الاعتبار القيمة الإنسانية العالية لمفهوم «الطفولة»، إذ تضع بنية البرنامج في طليعة أولويّاتها الحاجات النفسية والعاطفية للأطفال المشاركين، مع ما يتطلّبه ذلك من تعاملٍ خاص ومدروس معهم من قبل المدرّبين– النجوم وفريق عمل البرنامج والقيّمين عليه. وهذا ما يبدو جلياً في طريقة تعامل اللجنة مع المشتركين الذين لا يتم اختيارهم أو يتم استبعادهم في مرحلة المواجهة، ملاحظ جداً في هذا الموسم التشجيع والاحتضان الذي يتم التعامل فيه معهم، يعاملونهم وكأنهم حققوا إنجازاً كبيراً ويؤكدون لهم أنهم بمجرد مشاركتهم فلهم موعد مع النجاح في المستقبل.
يلفتك أيضاً جرأة الأطفال المتقدمين للمسابقة، على الرغم من أن الرفض بالنسبة لطفل لم يتجاوز عمره في أحسن الأحوال الرابعة عشرة، سيكون صعباً وقاسياً وبمثابة خيبة كبيرة قد تكون الأولى بالنسبة لتجربة طرية لم تعارك الحياة بعد، إلا أن هذا لم يوقف رغبتهم في المشاركة بهذا البرنامج، ولم يشكل أي عائق أمام طموحهم و آمالهم.
وفي تصريحات للمدربين قبل بدء الموسم الحالي عبر الفنان كاظم الساهر أنّ ما شجّعه للمشاركة هو الحبّ الكبير الذي عبّر عنه الأطفال للبرنامج، وتعلّق العائلة العربية بكل أفرادها به، ورغبته الصادقة في مساعدة المشتركين على صقل مواهبهم بطريقة علمية مدروسة.. للإسهام في إعداد جيل من المواهب الواعدة يمتلك أدوات ومقوّمات النجاح في المجال الفني- الغنائي والطربي الراقي مستقبلا وأكدت نانسي عجرم أنّ الهدف الأسمى للبرنامج هو وضع الموهبة على الطريق الصحيح عبر تدريبها والإشراف عليها وتهيئتها اليوم على أمل أن تأخذ مكانتها على الساحة الفنية مستقبلاً وأنّ خبرتها كأم في التعامل مع الأطفال ستسخّرها في البرنامج، إضافة إلى مسيرتها المهنية، التي بدأتُها في سنٍّ مبكرة جداً في عمر المشاركين اليوم.
وأكد تامر حسني أنّ البصمة الحقيقية للبرنامج هي بثّ الروح الإيجابية والطموح لدى كل طفل لتحقيق أعلى درجات النجاح، ويعتقد بأن فوز أي طفل ضمن أي فريق كان، سيعني نجاح الجميع كمدرِّبين وكفريق عمل وكمشاهدين.
ويبقى لنا نحن المشاهدين الاستمتاع بمواهب الأطفال التي تقدم و تعرض بمهنية عالية بدءاً من ديكور المسرح إلى الإضاءة و الألوان إلى المدربين و أسلوب التدريب إلى الغناء وبث روح الحياة مع براءة الطفولة إلى روح التحدي..
نجحتم في خطف الأنظار وجعلنا نترقبكم عبر الشاشة بفرح و لهفة، وإطلالاتكم حملتنا على أجنحة الأمل خارج أسوار الواقع أو بتنا نحلم معكم بمستقبل أكثر إشراقاً.
ميسون حداد