المستقبل للورق

ثورة أون لاين- ياسر حمزة:

من اللحظات الأولى التي أصبحت فيها الثورة الرقمية مكوّناً أساسياً في حياتنا حكمنا على كل ما هو ورقي بالإعدام، بدأنا بإغلاق الصحف والمجلات والمطابع، أغلقنا المكتبات المدرسية في الكثير من المدارس،

زرعنا في أذهان أجيالنا ان عصر الكتاب الورقي قد انتهى وعليه ان ينهل علومه ومعارفه من الانترنت والفيس بوك والموبايل والواتساب، حتى خسرنا أبناءنا.. هم معنا جسداً لا روحاً ضمن البيت الواحد والغرفة الواحدة.. كل يغني على ليلاه . لكن آخر الدراسات الحديثة وفي أكثر من دولة أثبتت ان المستقبل هو للورق وللكتاب الورقي.‏

ورغم ان هناك مميِّزات عديدة عند القراءة من الشاشة، مثل السعة الكبيرة للأجهزة، مما يتيح وجود كثير من الكتب في حيِّز صغير، ودون وزن ثقيل، وسهولة الحصول عليها في كل وقت وفي كل مكان، مع إمكانية تحديد حجم الخط، والإضاءة الخلفية للشاشة، ومراعاة الميول الفردية لكل قارئ، علاوة على سهولة البحث في النصوص عن مفردات أو موضوعات معيَّنة، وكذلك الانتقال من النص إلى نص آخر للشرح أو المقارنة أو التعليق. لكنَّ الفريق البحثي أشار إلى عيوب في القراءة الإلكترونية أيضاً، على اعتبار أن الأبحاث أثبتت أن النصوص الطويلة تكون أصعب على الشاشة، كما أن التعمُّق وتذكر ما قرأه الشخص، يكون في حالة الكتب الورقية أسهل بكثير من الكتب الإلكترونية؛ لأنَّ القراءة في الكتاب الورقي ترتبط في الذهن بمواضع معيَّنة في الصفحة الورقية، كما أن الشاشة تحرم الإنسان من الشعور “ببر الأمان”، أي بالقدرة على الاستقرار على موضوع محدَّد، والبقاء فيه لبعض الوقت، وهو ما نلمسه في سلوكيات الأطفال والشباب، فلاحظت أن الشباب دائمي التنقّل بين الكتاب الإلكتروني وبين مواقع واتساب، والموسيقى وفقرات الفيديو.‏

وإن القراءة لها تأثيرات على تحفيز الخيال وتنمية الشعور بالآخرين ومصائرهم، والارتقاء بالقدرة على التركيز، والانضباط، وزيادة الحصيلة اللغوية، وتنمية القدرة على التفكير النظري، وهي قدرات لا يقوم بها الكتاب الإلكتروني.‏

واشارت دراسة نرويجية أجريت على تلاميذ تتراوح أعمارهم بين 15 و 16 عاماً، إلى أن مَنْ يستخدم منهم الكتب الورقية يكون أقدر على الإجابة عن الأسئلة حول المعلومات الواردة فيها، مقارنة باستخدام الشاشة لقراءة المعلومات نفسها. وقال الأطفال في سن السابعة الذين يعتمدون على الآيباد في دراستهم إنهم يفضِّلون الذهاب إلى مكتبة المدرسة بكتبها الورقيَّة، لأن اختيار الكتاب المناسب يكون أسهل، ولأنهم يفتحون الكتاب مباشرة ويقرأون، دون حاجة لتشغيل الجهاز، ودون الضغط على أي زر.‏

لا أحد يقلل من أهمية الثورة الرقمية، ولكن لماذا هذا الاستعجال؟.‏

لأن من قدم لنا وأعطانا هذه الثورة الرقمية قادر على أن يسلبنا ما أعطى على اعتبار أن جميع محركات البحث واستضافات المواقع الالكترونية هي في بلد الصانع، ولذلك فهو بلحظة قادر على أن ينسف لك مثلاً أرشيفك أي ذاكرتك لأنه هو المتحكم بها لا أنت!!.‏

 

 

آخر الأخبار
مركز التلاسيميا بدمشق ضغط في المرضى وقلة في الدم الظاهر: نستقبل أكثر من ٦٠ حالة والمركز لا يتسع لأك... استمرار حملة إزالة البسطات العشوائية في شوارع حلب الأونروا: لم تدخل أي إمدادات إلى قطاع غزة منذ أكثر من 7 أسابيع صحة حلب تتابع سير حملة لقاح الأطفال في منبج هل سيضع فوز الليبراليين في انتخابات كندا حداً لتهديدات ترامب؟  بمبادرات أهلية تركيب 60 جهاز إنارة لشوارع دير الزور غرق عبارتين تحملان شاحنات بنهر الفرات الثورة" على محيط جرمانا.. هدوء عام واتصالات تجري لإعادة الأمن العفو الدولية": إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية في غزة ويجب محاسبتها   العراق تدعو لتسوية تضمن وحدة سوريا واستقراها 90 ألف غرسة مثمرة والخطة لإنتاج 69 ألف غرسة أخرى في القنيطرة ثانوية جديدة للعلوم الشرعية في طفس تعاون هولندي ومشاريع قادمة لمياه حلب بحث احتياجات حلب الخدمية مع منظمة UNOPS   المخابز تباشر عملها في درعا بعد وصول الطحين خليل لـ "الثورة": ندرس إعادة التأمين الصحي والمفصولين إلى عملهم لجنة لدراسة إعادة المفصولين من عملهم في شركة كهرباء اللاذقية   سرقة طحين ونقص بوزن الخبز أكثر ضبوط ريف دمشق وطرطوس الارتقاء بالتعليم في جبلة نقاش في تربية اللاذقية مياه الشرب" طاقة شمسية وأعمال صيانة وتأهيل للخدمات في الريف