“في مجبينة… الأرض تعود خضراء بجهود نساء حلب”

الثورة – عبدالغني العريان:

أطلقت جمعية الإحسان، من خلال مركز دعم وتمكين المرأة في الحمدانية، مبادرة مجتمعية بيئية تزامناً، مع اليوم العالمي لصحة النبات، تهدف إلى دعم النساء العائدات إلى قريتهن “مجبينة” التابعة لناحية دارة عزة في ريف حلب الغربي.

وتأتي هذه المبادرة في سياق التفاعل المحلي مع شعار هذا العام: “أهمية صحة النبات في إطار الصحة الواحدة” الرابط بين صحة الإنسان والبيئة والنبات ضمن رؤية صحية متكاملة.

وتعكس المبادرة توجهاً عملياً لدعم الاستقرار المجتمعي في المناطق المتأثرة بالنزوح، من خلال تعزيز العلاقة بين النساء العائدات وأرضهن، وفتح المجال أمام استعادة دور الزراعة المنزلية كأداة إنتاج وتعافٍ في آنٍ واحد.

استند فريق المركز في تنظيم المبادرة إلى دراسة احتياجات المجتمع المحلي، وأظهرت نتائجها وجود رغبة واضحة لدى النساء في استثمار خبراتهن الزراعية، إضافة إلى توفر البيئة المناسبة للزراعة في محيط القرية.

ارتكزت المبادرة على توزيع مجموعة متنوعة من النباتات والشتلات الزراعية، شملت أنواعاً من الأشجار المثمرة مثل التوت، التين، الليمون، الكرز، وورق العنب، إلى جانب شتلات موسمية من محاصيل مثل البندورة، الباذنجان، الفليفلة، والصبار (الألوفيرا).

ضمت المبادرة نباتات زينة، لتكون رمزاً لإضفاء حياة جديدة على البيوت التي أعاد سكانها فتح أبوابها بعد غياب قسري طويل.

المبادرة لم تقتصر على الجانب الزراعي، بل رافقها برنامج تثقيفي متكامل، تضمن فقرات توعوية ركزت على أهمية العناية بصحة النبات ضمن منظومة البيئة المتوازنة، وأثر الزراعة على الصحة النفسية والجسدية في المجتمعات الخارجة من أزمات.

كما أُدرجت أنشطة ترفيهية وتفاعلية أتاحت للمشاركات تبادل المعرفة، وكسر الرتابة اليومية، وتعلّم أساليب زراعية بسيطة قابلة للتطبيق في البيوت والحدائق.

وشهدت الفعالية لحظات مفعمة بالانتماء والتصميم، حيث عبرت إحدى المشاركات عن حماسها قائلة: “والله ونحنا كمان بيطلع بإيدنا، وإن شاء الله نقدر نرجع حلب كلها خضرا”، هذه العبارة، التي جاءت تلقائية وعفوية، عكست روح المبادرة وحجم الأثر النفسي الذي تتركه مثل هذه الأنشطة في نفوس النساء العائدات إلى قراهن.

وفي تصريح لجمعية الإحسان، أكد الفريق المنظم أن المبادرة جاءت انطلاقاً من قناعة بأن ربط الإنسان بالأرض في المجتمعات المتأثرة بالتهجير لا يندرج ضمن الأنشطة الثانوية، بل يمثل خطوة أساسية في عملية التعافي المجتمعي، مشيرين إلى أن الزراعة ليست فقط وسيلة للإنتاج الغذائي، وإنما أداة للثبات وإعادة بناء العلاقة بين الفرد وبيئته ومحيطه.

أوضح المركز أن اختيار قرية مجبينة كموقع لتنفيذ هذه المبادرة استند إلى تقييم دقيق لاحتياجات النساء العائدات، وقدرتهن على تفعيل المبادرات الزراعية المنزلية، واستعدادهن للتفاعل مع أنشطة تنموية مباشرة.

وأشار إلى أن المبادرة تأتي ضمن سلسلة تحركات تستهدف دعم النساء في الريف السوري، عبر توفير مدخل بسيط لكن فعال نحو تحسين شروط العيش والاستقرار.

دعم صندوق الأمم المتحدة للسكان تنفيذ المبادرة، ضمن برنامج مركز دعم وتمكين المرأة التابع لجمعية الإحسان في الحمدانية، الذي يواصل عمله في دعم المبادرات المجتمعية الموجهة للنساء في مختلف مناطق محافظة حلب.

ويعنى المركز بتقديم أنشطة تركز على التمكين، والدعم النفسي، والتدريب المهني، وتعزيز قدرة النساء على إعادة الاندماج المجتمعي والمساهمة الفاعلة في محيطهن.

وفي ختام الفعالية، شددت الجمعية على أن العمل البيئي والزراعي يجب أن يكون جزءاً أساسياً من خطط التعافي في المناطق المتضررة، وأن إعادة إحياء العلاقة مع الأرض تمثل في حد ذاتها عملية شفاء مجتمعية.

فعودة النساء إلى قراهن لا تكتمل إلا بامتلاك أدوات الاستقرار، والزراعة واحدة من هذه الأدوات، إذ تتيح للمرأة أن تكون فاعلة، ومنتجة، ومتجذرة في أرضها.

وقد عبّر القائمون على المبادرة عن اعتزازهم بما حققته الفعالية من أثر إيجابي مباشر، سواء على مستوى الدعم الزراعي أو التفاعل المعنوي، مشيرين إلى أن هذه الخطوة لن تكون الأخيرة، بل بداية لتوسيع دائرة الدعم لتشمل قرى ومجتمعات أخرى تحتاج إلى مبادرات مماثلة.

آخر الأخبار
"في مجبينة... الأرض تعود خضراء بجهود نساء حلب" حلب تتسلم إدارة الوحدات المحلية في الباب وجرابلس "رويترز": القوات الأميركية انسحبت من قاعدتين أخريين في شمال شرق سوريا هموم بحاجة لحلول في اجتماع الأسرة الزراعية بدمشق وزير الخارجية يبحث مع نظيره الألماني هاتفياً تعزيز العلاقات الثنائية بحث لقياس قوة العمل والبطالة في درعا السفارة الأميركية: دعم واشنطن لعودة السوريين من مخيم الهول خطوة نحو إنهاء أزمة النزوح "القاضي"..مستشار أول لشؤون السياسات الاقتصادية واقع الصحة النفسية والدعم الاجتماعي في شمال سوريا مفوضية اللاجئين تتوقع عودة 1,5 مليون سوري بحلول نهاية 2025 إنتاج حليب النوق تجربة فريدة.. هل تنجح في سوريا؟ خطة طوارىء من حليب النوق إلى جبن الموزاريلا... دراسات تطبيقية تربط العلم بالإنتاج ضمن إعادة هيكلة المؤسسات..  رؤساء دوائر "بصحة " حمص ومزاجية في ترشيح الأسماء الفائضة.. إعادة توزيعهم... الدرويش لـ"الثورة" : عدم توفر البيانات يعيق التخطيط للتحول الطاقي  بمشاركة 182 طالباً وطالبة انطلاق الأولمبياد الجامعي الأول في البيولوجيا   لبنان: الموافقة على خطة عودة النازحين السوريين مدير تربية القنيطرة : تحقيق العدالة والشفافية في المراكز الامتحانية 120468 متقدماً للامتحانات في ريف دمشق موزعين على 605 مراكز سوريا و"حظر الكيميائية" تبحثان سبل التعاون بما يخدم الالتزامات المشتركة