ثورة أون لاين- شعبان أحمد:
دقت مؤسسة مياه طرطوس ناقوس الخطر… ولم تستطع إخفاء ملامح القلق الذي وصل إلى مرحلة الخوف من النقص الحاد بمصادر مياه الشرب… والذي سيوصلنا إلى عتبة (الفقر المدقع) حيث من المتوقع أن تتدنى حصة الفرد من المياه خلال السنوات القادمة إلى ما دون 500م3…!!
طبعاً نحن ندرك أن الساحل السوري يمثل الخزان المائي الكبير لسورية، إلاّ أن متلازمة التلوث متمثلة بمياه الصرف الصحي مع مخلفات معاصر الزيتون تمثل تهديداً شديد الخطورة على هذا الخزان… ولن ننسى تغير طبيعة المناخ وتدني نسب الهطول المطري مع انعدام ثقافة الاستهلاك لدى المواطن…!!
من هنا يجب على الحكومة عبر جهاتها المائية والخدمية أن تستنفر بكافة طاقاتها و (أفكارها الخلاّقة)..!! لتلافي خطر قادم قد يكون ثمنه كبيراً…!!
وحتى لا نقلل من جهود الحكومة خاصة في هذا الوقت العصيب الذي يمر على سورية من حيث إقامة مشاريع مهمة خاصة في طرطوس عبر تنفيذ مشروع جرد القدموس والقمصية والذي أنهى معاناة أكثر من 40 قرية استمرت معاناتهم مع المياه لأكثر من 40 عاماً… مع دراسة مشروع قطف المياه العذبة التي تهرب إلى البحر عبر ست مناطق يسمى مشروع (الدفق الغربي) وهو مشروع استراتيجي بعيد المدى…
إلاّ أن هذه المشاريع يجب بالضرورة أن تتلازم مع مشاريع أخرى عبر تنفيذ شبكات صرف صحي آمنة واستبدال القديم منها منعاً لتسريب مخلفاتها إلى الينابيع الجوفية…!!
ولن نغالي هنا إذا قلنا إن معظم الينابيع في الساحل السوري ملوثة وخارجة عن الخدمة… مع عدم تقيد معاصر الزيتون بشروط الترخيص وخاصة بمخلفاتها من (مياه الجفت) الذي يعتبر من أخطر أنواع التلوث الذي يصيب مياهنا الجوفية…!!
الزمن يداهمنا ويهدد بيئتنا وأطفالنا وحتى مستقبلنا… والحرب القادمة هي حرب مياه… لذلك علينا رفع نبرة الصوت ليصل صداه إلى أبعد مدى… وإلاّ فنحن ذاهبون إلى المجهول…؟!!