ثورة أون لاين – علي نصر الله : هل يملك العرب مبرراً ليثقوا بالغرب أو ليحسنوا الظن به، وهل يملك المسلمون مسوغاً للثقة أو حسن الظن به؟.
ربما يكون السؤال فجا؛مباشراً؛ محرجاً.. لكن توجيهه في هذا التوقيت بالذات لكل العرب ولكل المسلمين ضرورة، وان اعادة وتكرار طرحه على الجميع، وقيام الجميع «عرباً ومسلمين» بالبحث عن الاجابة واجب شرعي ووطني، على أن الهدف من طرحه ومن الاجابة عنه لا يتوقف عند ما قد يذهب اليه البعض مباشرة بتسرع وبسوء نية لجهة جعله محصورا مقتصرا على اتهام السائل بمحاولة الغمز من قناة أنظمة عربية واسلامية بعينها تضع كل البيض في سلة الغرب، وبالتالي اتهام السائل بمحاولة النيل من هذه الأنظمة، وتخوينها أو اخراجها من عروبتها أو إسلامها.
لسنا ممن يهوى تخوين وتكفير الآخر، ولسنا ممن يؤمن بالتخوين والتكفير، غير أن الاجابة عن السؤال أعلاه اذا كانت تعتمل حقيقة عمالة أو خيانة أو كفر البعض ممن يدعون أنهم نخب وقادة وملوك العرب والمسلمين، فلماذا نخفيها وهي ماثلة؛ فاضحة؛ واضحة للقاصي والداني؟.
سيرورة التاريخ ومساراته، أحداثه ومحطاته الحديث منها والقديم لا يؤشر الا الى أن الغرب لم ينشد وداً أو صداقة أو تعاوناً معنا عرباً ومسلمين؛ مجتمعين كنا أم متفرقين، بل ان المسارات والأحداث والمحطات التاريخية كلها غنية بالأدلة القاطعة التي تشير الى أن الغرب اختار العداوة عن عمد، ومارس ضدنا، وعلينا، كل ألوان العدوان؛ وكل أشكال النهب والاستهانة والاستصغار.
لا يختلف اثنان على هذا المذهب في قراءة التاريخ والوقائع، فما سر ثقة البعض بالغرب، وما دوافع هذا البعض للارتماء في أحضانه، وهل من الواقعية والموضوعية حسن الظن به؛ أم من الفطنة التي يتمتع بها بعض العرب والمسلمين في الخليج وغيره في المغرب والمشرق؟.
فلسطين أعدل قضية في التاريخ، فهل يحفظ الأعراب سطراً من سيرتها؛ أم إن كبيرهم « خادم الحرمين» مقتنع مؤمن متيقن من أن سمات الاستبداد والجهل والتخلف خاصته ستحميه الى الأبد، وستمكنه الى ما لا نهاية من مواصلة ممارسة الدجل والعهر بادعاء وصايته هو والخامس أو السادس، والهاشمي الآخر على القدس والأقصى؟.
فلسطين والقدس والأقصى أعدل قضية في التاريخ، فهل وجد ثوار هذه الأيام في الغرب النصير لحريتهم المسلوبة، والداعم لتطبيق الديمقراطية المفقودة في بلادهم، أم إنهم يبيتون له أمراً كان عظيماً سيحررون به قدسهم بالانقلاب عليه بمجرد تحررهم المطلق من الاسلام والعروبة كما حصل في ثورات تونس وليبيا.. ويحصل في مصر..؟.
عندما يضع الاسلام السياسي يده باليد الغربية الآثمة، وعندما يحج الأعراب الى واشنطن وباريس ولندن، وعندما يحسن «الاخوان» و»الأعراب» الظن بالغرب المتصهين، وعندما يقبل ثوار هذه الأيام برنار ليفي موجهاً لهم، فإنهم يقدمون للعرب والمسلمين حافزاً اضافيا وجرعة قوية لتفجير ثورات حقيقية ستنجح – ولو بعد حين – باعادة العرب الى عروبتهم، والمسلمين الى اسلامهم، والفلسطينيين الى فلسطينهم والقدس، وستنجح – ولو بعد حين – بتثبيت حقيقة أن سوء الظن بالغرب من حسن الفطن.