ثورة أون لاين – شعبان أحمد:
رضخت (لنق) ابني الصغير ووعدته بأن أسمح له بتربية كلب حراسة… طبعاً رضوخي جاء لأن لي (تلتين الخاطر)… إذ عادت بي الذاكرة إلى أيام الطفولة وكم كان ينتابني الفرح عندما أربي حيواناً أليفاً يرافقني أينما ذهبت ويطيعني لا بل ويحميني أيضاً..
وفعلاً بدأت بالاتصال مع الأصدقاء والمحبين للتوسط عساهم يجدون لي كلباً أهديه لأبني الذي وعدته..
وبينما أنا منهمك بالبحث والتقصي راجعني أحد الموظفين وهو مكفهر الوجه، عاقد الحاجبين، ودون استئذان راح يحكي وجعه من الكلاب الشاردة.. وكيف أن أحدها (عض) أخاه ما تسبب له بداء الكلب كون هذا الكلب مصاباً بنفس الداء..
هنا بدأت رحلة العذاب والكلام (للموظف):
أسعفت أخي إلى كافة المشافي الحكومية.. وكل مشفى كانت تعتذر عن تقديم العلاج اللازم والسبب عدم توافر مصل داء الكلب في المشافي العامة.. وعندما راجعت مركز داء الكلب في محافظة طرطوس أكد المعنيون في المركز عدم وجود (المصل).. الأمر الذي استدعى أن أبدأ برحلة البحث عن الدواء في الصيدليات وبعد عذاب طويل أمنت المصل اللازم وهو عبارة عن أربع أبر ثمن الواحدة 8500 ل.س وهي مهربة وغير مضمونة النتائج..!!
وهنا تساءل الموظف: لماذا لا تقوم وزارة الصحة باستيراد هذا الدواء أقله يكون مضموناً..؟!!
ولماذا لا تقوم الجهات المسؤولة عن ملاحقة هذه الكلاب الشاردة وتقضي عليها..؟!!
ولأني عجزت عن الجواب.. وذهني شرد إلى وعدي لابني بالسماح له بتربية كلب.. وكيف سأبرر له انسحابي من هذا الوعد..
هنا لاحظ الموظف شرودي واعتقد أني غير مهتم بقضيته.. فانسحب وهو يتمتم بعبارات غير مفهومة..!! إلاّ أنني فهمت مغزاها جيداً..؟!!
ولم أجد نفسي إلاّ وألحق بذلك الموظف وأنا أكرر: سأنسحب من وعدي ولن أربي كلباً بعد الآن..!!
هنا نظر إليّ وهزّ برأسه ومشى بغير هدى وهو يردد: (جينا يا عبد المعين…)!!