ثورة أون لاين- أسعد عبود:
ورد في الآونة الأخيرة أكثر من مرة على لسان مسؤولين روس، كان آخرهم سيرغي لافروف وزير الخارجية، أنه بات من الضروري دعم الدفاعات الجوية السورية.
بل إن هذه التصريحات والإشارات، كانت منذ ضربة مطار الشعيرات الأولى، يعني هناك شعور عام سياسي روسي مستمر.. نرى أنه أصبح في الزمن المناسب لرسمه حقيقة مجسدة على الأرض.. بدلالة ما يلي:
أولاً – يبدو التحالف السوري الروسي اليوم مستقراً و واسعاً وشرعياً تماماً.. وهو إلى غير ذلك.. ضروري، بحكم المصالح المشتركة لطرفيه.
ثانياً – سيكون من الخطر والخطأ أن يسمح أحد المتحالفين بهزيمة الطرف الآخر أو وضعه في ظروف الضعف وعدم القدرة على المواجهة؟! بالتأكيد هنا لا ينكر ولا يستصغر موقف الحليف الروسي العظيم الداعم لسورية.
ثالثاً – روسيا آمنت دائماً بحتمية أن الحل سيكون سياسياً والحليف السوري استجاب لكل المبادرات الساعية للسلام و كان آخرها مؤتمر سوشي … لكن ما لا ينكر ويعرفه الحليف الروسي أن الميدان و انتصارات سورية و حلفاؤها ، كانا المخطط الرئيس لتطورات في العملية السلمية المتعثرة بجد ، و تدرك روسيا و تعلن أن العسكرية الغربية هي التي تعقد و تبعد الحلول السياسية.
رابعاً – دعم سورية لا يجب أن يرتبط بنشاط عسكري واحد لها مهما اتسع واكتسب من أهمية.. كل إضعاف لسورية وجيشها هو انتصار للإرهاب… وكل ما جرى بالعلن وليس بالخفاء أكد أن الغرب الاستعماري وإسرائيل أعداء لسورية داعمون للإرهاب.
خامساً – ما تم الحديث عنه من دعم ضروري لسورية تناول الدفاعات الجوية.. يعني أسلحة دفاعية.. فما الغضاضة أن تملك سورية السلاح الكافي لحماية أجوائها..؟!
سادساً – وهذا مهم جداً.. العدوان الأخير على سورية، وكفاءة تصدي الدفاعات الجوية السورية.. يؤكد جدارة المقاتل السوري بالاستحواذ على أقوى أسلحة الدفاع الجوي.. فهو قادر على حمايتها واستثمارها.. وهي بالمحصلة للدفاع..
هل يعقل أن يكون المانع.. هو ترك الأجواء السورية صالحة للمغامرات العسكرية الغربية والإسرائيلية.. كثير من السوريين – أنا منهم – كان يعتقد أن سورية تملك منظومة الدفاع الجوي S 300.. وعندما عرفنا بموجب إسقاط ال، f 16 ومن بعدها تصدينا للعدوان الثلاثي.. أننا نعتمد على S 200 مطورة أو سام 5.. ورغم الانتصار مرتين.. شعرنا بشيء مما يدعو للتساؤل.. ربما للخوف.. واكتشفنا أن الأصدقاء الحلفاء الروس انتابهم شعور قريب من ذلك.. فكرروا ضرورة إعادة النظر بالمنظومة الدفاعية الجوية للجيش السوري.. وكما أسلفت على لسان أكثر من مسؤول روسي بينهم الرئيس فلاديمير بوتين نفسه..
من حق سورية أن تنتظر فرصة عريضة لإنهاء استسهال الأعداء للمغامرة العسكرية في أجوائها.. الأصدقاء الروس لم يقصروا يوماً بما يدعم الصداقة وشروط التحالف الصادق.
As.abboud@gmail.com