ثورة أون لاين- أسعد عبود:
لست ضد علامات الثقة بالنفس، وابتهاجات الفرح على المسارح… في الساحات العامة.. مهرجانات.. معارض.. كل ذلك وغيره يشكل إلى حد ما زراعة مباركة للأمل في النفس والأرواح…
بل يصل أحياناً حد بث مشاعر عودة الروح بعد ما عانيناه ونعانيه.
من جهة ثانية قد يشكل ذلك خطراً… سواء من حيث دقة المبررات لذلك كله ومداها وجاهزيتها.. أم من حيث صلاحية هذه الآمال والأحلام والمشاعر… للاستثمار وجني الأرباح التي بنسبة كبيرة منها لا شرعية.
أي نصر في التاريخ مهما كان مبرماً ونهائياً يحتاج لمن يضعه في إطاره الصحيح كي ينجز معطيات الانتصار… وإلا اكتفينا منه بالغناء والرقص على أذياله.
نصرنا حتى اليوم كبير وعظيم… لكن كبره وعظمته… ترسمهما حقيقة الكارثة التي نعيشها وأعماق ونتانة المستنقع الذي كدنا نغرق فيه.. نحن بالكاد نخرج من ذلك كله وإلى حدود محدودة.. أراضينا محتلة… والأعداء يتربصون بنا من كل جانب… والحصار مفروض علينا.. ولا تتوازن إمكاناتنا مع ما نحتاجه حتى ولو إلى نسب مقبولة..؟!
ما العمل..؟
هل نستطيع بواقعنا الراهن أن نواجه حاجاتنا غير المحدودة..؟!
لا أريد أبداً أن أزرع مبررات للتشاؤم.. لا يحتاج التشاؤم في حالتنا من يشجعه.. بل على العكس من ذلك.. أنا أرى أن آفاق التفاؤل قائمة بجد.. لا نستطيع أن نطيل النظر إلى الماضي لنقيس بالحاضر مدى ما أصابنا.. بل أقول:
أصابنا ما أصاب شعوباً كثيرة غيرنا في العالم وعبر التاريخ.. وبالإرادة والعلم والعقل والصدق والجديد… استطاعت هذه الشعوب أن تخلص من حالتها الكارثية التي فرضتها الحروب.. وأضيف:
ليس بمثل ما لدينا، يمكن أن ننجز الانتصار المبني على النصر العسكري الذي لم ينجز بدوره كاملاً بعد!.
أعني أن حالتنا الإدارية والثقافية والاجتماعية التي ساهمت متضامنة في الوصول بنا إلى هذا الذي رأيناه ونراه، ليست صالحة أبداً لتخرجنا من تعاسة وكارثية ما نحن به..
لقد أضافت الحرب إلى جدران بنائنا الإداري والثقافي والاجتماعي أوضاعاً جديدة إن كانت مسبوقة بنوعيتها فهي غير مسبوقة بحجمها ومدى التورط بها!!.
صحيح نحن كثيراً ما تعلمنا تجاوز القانون وعشنا الفساد واستلهمنا الكسل والتلاعب.. لكن اليوم وبسبب الحالة التي نحن بها تشكل لدى الأعداد الكبيرة.. الكبيرة.. غطاء لجرائم مخالفة القوانين والتجاوز على الحقوق اليومية.. حتى أصبح من المحرج لك أن تُذكّر أحداً بما يلزمه به القانون أولاً.. والمنطق أو الأخلاق..
فإن انتصرنا بشكل كامل.. كيف سنبني لاستكمال الانتصارات.
ثم إن الأعداء المتربصين بنا المسيطرين على مديد المساحات من بلدنا وعديد المناطق.. يعممون فكرهم وأخلاقهم وقوانينهم.. التي تهدف أولاً استكمال تدمير الدولة السوري.
نحن بحاجة لجديد لا ينتظر أن ننهي تحرير الأرض أولاً.. وكثر ما سنحتاجه.. القانون الواضح.. والقضاء الحقيقي العادل والسريع..