ثورة أون لاين- ياسر حمزة:
تغلغلت الرشوة والابتزاز في مجتمعنا إلى الحد الذي أصبحت فيه جزءاً من ثقافتنا، فأصبح كل منّا قبل أن يخرج للقيام بأي معاملة صغرت أم كبرت بسيطة أم معقدة يضع في إحدى جيبوبه مبلغاً من المال ..هذا عبارة عن ثمن فنجان قهوة ،أي رشوة … ولحق فناجين قهوة…!!!
أي مؤسسة تدخلها فأنت تخضع للابتزاز، وأصبح الكثير من الناس عندما يضطرون لإنجاز معاملاتهم يستعظمون الأمر – ليس لصعوبة المعاملة – بل بسبب ما ينتظر هذا المواطن من العقبات الكأداء …!؟ والتي لا تزال دون أن يدفع (رشوة) أي ابتزاز علني …! على الرغم من أنه صاحب حق…؟
معاملات تنام في الأدراج ولا تستيقظ دون أن تدفع…
أي وثيقة من أي دائرة تنتظر أياماً للحصول عليها حتى تدفع تأخذها في دقائق، ويصبح الموظف هاشاً باشاً في وجهك…؟!
حتى الأحكام القضائية نخرت فيها الرشوة والابتزاز حتى النخاع…، وإنجازها وإصدارها يكون رهن دفع شيء من المال، أي ابتزاز.
مخدرات – مواد غذائية فاسدة – موبايلات – ألبسة … والقائمة تطول دخلت الحدود بالرشوة، دون أن يفكر من أخذ الرشوة أن هناك أناساً مهددون في صحتهم وأن هناك اقتصاداً ينهار بسبب أفعالهم…؟
في رقم مفاجئ صدّره المكتب المركزي للإحصاء في مجموعته الإحصائية الأخيرة (2017) عن قيمة مستوردات التبغ ومصنوعاته، إذ زادت قليلاً على 8 مليارات ليرة سورية، أي (وسطياً) نحو 22.17 مليون ليرة يومياً، وهو ما يعطي مؤشراً عن حجم التهريب وما ينتج عنه من حرمان خزينة الدولة من الرسوم والتي قدرت بنحو 30.3 مليار ليرة رسوم جمركية غير محصلة ،هذا غيض من فيض.
إن هذا «الابتزاز» لإنجاز أعمال يستحقها أصحابها، هو خطير على جميع المقاييس الاقتصادية والاخلاقية والاجتماعية ، وجر يمة تستحق اقصى العقوبات.