ثورة أون لاين- شعبان أحمد:
هاتفني صديقي -بعيد النظر- مبتهجاً… وعلامات الفرحة واضحة في نبرة صوته: أنت والشباب -معزومون- عندي على حلاوة وبقلاوة ومشبك اليوم مساءً.
اعتقدت للوهلة الأولى أن لديه مناسبة غالية… ولما سألته عن هذه المناسبة (المفرحة) رد مندهشاً: عجباً كأنك في عالم آخر… ألم تحضر مباراة الريال وليفربول: أكيد أنت ريالي… مثلي تماماً… والعزيمة اليوم على شرف فوز الريال بالكأس…!!
حينها أصابتني الصدمة… وراحت تداعيات الأفكار بي بعيداً عن اهتمامات هذا الجيل…وقلت في نفسي: لم أسمع أحداً من قبل ابتهج لفوز فريق سوري ولو كان بالدوري الممتاز كما شاهدت في مباراة أوروبية بلدانها تآمرت على سورية وشاركت بسفك الدم السوري وشبابنا يرتدون لباس تلك الفرق… لا بل ويرفعون أعلامهم…؟!!
بعد أقل من ساعة عاود صديقي -قصير النظر- الاتصال: يا أخي هناك شيء غريب… المحلات مغلقة جميعها… ويبدو أن عزيمتي اليوم لن تكلل بالنجاح وسيكون وجهي أسود معكم…!!
الظاهر أن جميع المحلات أغلقت أبوابها إما فرحاً أو حزناً على مباراة الأمس…!!! رغم أن اليوم ليس عطلة رسمية…!!
وبعد الاستفسار والتقصي علمت أن دورية تموين مركزية -كبست- فجأة على سوق مدينتنا… إلا أن أصحاب المحلات زارتهم (العصفورة) وأخبرتهم بأن هناك دورية تموين قادمة من دمشق لمراقبة السوق والأسعار… الأمر الذي جعل كافة المحلات تغلق أبوابها…!!
ولأن الأمر لا يحتاج إلى ذكاء استثنائي أدركت أن معظم محلات مدينتنا يمارسون الغش بالمواد ولا يلتزمون بالتسعيرة…!!
أما الشيء الذي ترك غصة وتساؤلاً كبيراً هو آلية عمل عناصر التموين المحليين… والذين هم بالضرورة شركاء حقيقيون بفساد التجار…!!
أما صديقي -الولهان- بالريال ما زال يعتقد حتى الساعة أن أصحاب المحلات أغلقوا دكاكينهم حزناً على خسارة ليفربول… بينما هو اعتبر أنه المنتصر الوحيد…!!
حينها أدركت -يقيناً- أن التخلف سيبقى رفيق دربنا… كون صديقي -الناظر- بعيداً… مساهماً فعالاً في تطوير الكفاءات الإدارية والعلمية وحتى الرياضية…!!