منذ أن وطأت أقدامهم الغازية أرض عفرين السورية مازال العثمانيون الجدد يستهدفون المدنيين ويرتكبون المجازر الوحشية،
غير ملتزمين بقرارات دولية أو هدنة أممية..والى الوقت الراهن يقدم جنود الاحتلال التركي، على نهب المحال التجارية في عفرين، والمنازل ويستبيحون الحرمات، إضافة للخطف والقتل المتعمد بعد غزوهم للمدينة واحتلالها.
فلطالما كان النظام التركي ولا يزال يساهم في تأجيج الحرب الإرهابية على سورية، من خلال دعمه المتواصل للإرهابيين على مختلف أشكالهم وتسمياتهم، ، وما بين استهداف مدنيين وتمثيل بجثث الضحايا، تنوعت جرائم الجيش التركي ضد المدنيين في عفرين، وهو ما يمثل جرائم يحاسب عليها القانون الدولي، وسط مواصلة رئيس النظام التركي أردوغان الانتهاكات في شمال سورية.
ودون أي اعتبارات إنسانية لم يكتف أردوغان الإرهابي بالسيطرة على المدينة بل استباح مدنا أخرى لتكون على قياس اوهامه التوسعية كمدن مثل منبج والقامشلى وعين العرب ورأس العين.
ومنذ أكثر من سنة وحال مدينة عفرين يرثى له، وطبعاً المجتمع الدولي لم يحرك ساكناً حيث بقي يعمي النظر عن أفعال اردوغان الإجرامية، فلم يكن العالم صارما في مواجهة الاحتلال العسكري التركي للأراضي السورية وبالتالي ما أفضت عن ذلك من إطالة آمد الازمة والتي كان هو من مؤسسيها.
يبدو أن الانتهاكات التي ارتكبها أردوغان في عفرين ، باتت تحاصره من جميع الاتجاهات، خاصة بعد ارتقاء مئات من المدنيين على يد إرهابيي الفصائل الارهابية المدعومة من أنقرة، لتجد الأخيرة نفسها أمام موضع اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان.
عفرين التي كانت في وقت سابق ملاذا للهاربين من بطش التنظيمات الإرهابية المدعومة أميركيا وتركيا، أصبحت اليوم مقبرة للمدنيين ومأوى للإرهابيين المدعومين من الجيش التركي، دون مراعاة للحقوق الإنسانية والمعايير الدولية التي نصت عليها الأمم المتحدة.
وبعد أن أصبح الوضع مفضوحاً، بحيث لم يعد بالمستطاع التعامي عنه.. فجأة وبصحوة متأخرة جدا – إذا صح التعبير- استفاقت «منظمة العفو الدولية» التي كانت غارقة في سبات التعامي المفتعل عما يحدث في عفرين على ايدي ارهابيي اردوغان وطالبته بوضع حد للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
وقالت المنظمة أمس إن سكان عفرين يتحملون انتهاكات متعددة لحقوق الإنسان، تنفذ معظمها مجموعات مسلحة ومجهزة من جانب تركيا، ومضيفة أن هذه الانتهاكات التي تساهم القوات المسلحة التابعة للنظام التركي فيها، تشمل الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري ومصادرة الممتلكات والنهب.
وحملت المنظمة تركيا باعتبارها قوة احتلال «مسؤولية ضمان سلامة السكان والحفاظ عليهم في عفرين»، وهذا ما لم ولن يحدث في ظل الفكر الاخواني الارهابي الذي تسيطر على العقلية الاردوغانية.
وإن دل هذا على شيء فهو يدل على الارتباط الوثيق بين الارهاب الموجود في الشمال السوري وبين تركيا، إضافة الى صوابية الرؤية السورية التي نادت مراراً بالوقوف في وجه اطماع اردوغان وانتهازيته واجرامه ومنعه من ممارسة أهوائه العثمانية والاعتداء على اراضي الجوار، وأخيراً وليس آخراً فضحت اكذوبة اردوغان حول مزاعم حماية أمنه القومي وأظهرت عكس الكلام الذي كان يتفوه به.
وكانت صحيفة «إندبندنت» البريطانية أكدت في وقت سابق تجنيد أنقرة لإرهابيين من تنظيم داعش الإرهابي، ناقلة عن إرهابي سابق في التنظيم أن القوات التابعة للنظام التركي دربت هذه العناصر من أجل الهجوم على أهداف في عفرين في إطار حملتها التي تسميها «غصن الزيتون»، حيث ان هناك علاقات خفية بين تركيا وتنظيم داعش الإرهابي منذ بدء الحرب على سورية ، وهو ما ظهر في الفترة الأخيرة بعد تلقي تنظيم داعش الإرهابي خسائر كبيرة هذا العام برزت محاولات لعودة التنظيم الارهابي في سورية والعراق برعاية تركية.
التاريخ: الجمعة 3-8-2018
رقم العدد: 16753
التالي