ثورة أون لابن- ديب علي حسن:
لاينكر أحد ما أن الضخ الإعلامي الذي عمل عليه الغرب، وموله الأعراب قد أتى بنتائج أرادوا الوصول إليها، منذ عام 2003م والحالة تبدو جلية ظاهرة أكثر مما يجب، لم يتحرك أحد لفعل شيء ما،
الغاية الأساس إبعاد الكيان الصهيوني من أن يبقى العدو الأساسي للعرب، عدو يحتل أرضهم ويشتت وينهب ويفرق، وبما أن الذاكرة التي نعيشها، يعيشها الأعراب، ليست أبعد من ذاكرة دجاجة نسيت مكان حبات القمح، فقد وصل الأمر إلى ما يريد.
نعم.. وصل مبتغاه بعد حرب تموز، ومرارة الهزيمة التي ذاقتها إسرائيل على يد المقاومة البطلة، بدعم سوري مباشر وفعال، فكان لابد من تحويل العدو ليكون بمكان آخر، وجاءت القضايا التي تم تصنيعها وفبركتها، لتكون الغاية والهدف، واليوم يبدو أنها تحاول أن تضع النتائج الأخيرة على الورق والواقع، ولكن العقبة التي أرادوا إزاحتها من الطريق، ظلت قوية، صامدة على الرغم من السنوات السبع العجاف التي أرادوها حربا لا تبقي شيئا.
سورية الدور والهدف والرسالة والحارس الأمين لقضايا الأمة، استطاعت أن تفرمل هذا المشروع، ولكن معديه مازالوا يصرون عليه، وما الاجتماعات التي تحضر وتعد في السر والعلن حيث الأعراب، ليست إلا محاولات يائسة لفعل شيء ما على الأرض، تحويل العدو من الكيان الصهيوني إلى فعل آخر احتراب بين الإخوة مع الدول المجاورة، وبإشراف الإدارة الأميركية تبدو الأمور تتجه نحو ارتكاب حماقات كبرى، ولكن الحقيقة التي يجب أن تبقى ماثلة: أن البدايات غير النهايات، وليس كل ما يبدو من المشهد حقيقيا، ربما يتم أسر وتضليل الصوت العربي لفترة من الزمن، لكنه في المحصلة، سيعود عربيا، ولن ينفع التدوير، وإعادة الاستخدام لأن الهشاشة تجذرت بأجساد المستعملين.