لا يتوقف الأمر عند التوصل إلى اتفاقات وتفاهمات مرحلية تؤدي إلى هدنة مرحلية، تكاد تكون من طرف واحد، يلتزم مبادئها وأهدافها انطلاقاً من موقف أساسي واضح يستهدف إيقاف نزف الدم ما أمكن.
وبالرغم من وجود العديد من هذه التوافقات إلا أن المواجهة ما زالت مستمرة ومفتوحة ومرشحة للعديد من الاحتمالات، وهي تمتد من الاتفاقات التصالحية إلى الحسم العسكري الذي ينهي الوجود الإرهابي في المنطقة كلها ويعيدها إلى وضعها الطبيعي قبل بدء العدوان الصهيوني والغربي الاستعماري الإرهابي على الوطن العربي بعامة وسورية بخاصة. المؤكد أن الانتصارات المتتالية لقواتنا المسلحة الباسلة واستعادة الأمن والأمان والعودة إلى الحياة الطبيعية لم توقف المشروع التآمري، وإنما حدت من اندفاعته في هذه المرحلة، إنما الحرب مستمرة ومفتوحة بأساليب مختلفة، يكون الميدان أحدها والهيئات الدولية والمؤتمرات وحتى الندوات والمحاضرات وورشات العمل وتقارير مراكز البحوث وتكون الدراسات مجالاً آخر مفتوحاً، حيث تستمر المعارك والضغوطات باستخدام أسلحة الإعلام والفتاوى والأكاذيب والحروب النفسية للتأثير في مسيرة الحرب شبه الباردة.
وكل يوم تطالعنا وسائل الإعلام بتصريحات جديدة متباينة ومتعاكسة تعكس المواقف المستجدة للحكومات التي بدأت العدوان على سورية، فمصالحها التي توافقت بداية العدوان اختلفت وتناقضت اليوم، ومن كان يحرك وينفذ ويخطط في الدوحة مثلاً تم إقصاء فاعليته في الكثير من القرى والمناطق وخلعت يده من المجموعات الإرهابية المسلحة والتي انتقلت تبعيتها لأجهزة استخباراتية أخرى، ما يزيد الأمر تعقيداً وخطورة.
إن الدعوات الإنسانية المنطلقة من مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني التي تتحرك وفق الأجندة الأميركية تتخذ تلك الدعوات ذريعة لمحاولات شق ثغرة في حالة الصمود، وتحاول خلق تبريرات كاذبة للولايات المتحده الأميركية والغرب الاستعماري لتنفيذ اعتداءات جديدة لا ترى غيرها أسلوباً للمضي في مشروعها الاستعماري الصهيوني والغربي بشكله الإرهابي، وهي ما زالت مستمرة في اتباع الخطوات نفسها دون تغيير.
وبالمقابل فإنه من بسيط القول إن سورية شديدة اليقظة والحذر والانتباه إلى كل تلك المحاولات وهي مستعدة لمواجهتها وإسقاطها كما أسقطت كل المحاولات السابقة.
البقعة الساخنة
مصطفى المقداد
التاريخ: الخميس 18-10-2018
رقم العدد : 16814