يحافظ المشهد في الشمال السوري على هدوئه ورتابته المملة والمُقلقة في ظل تواتر المعلومات والتقارير التي تؤكد استمرار النظام التركي بانتهاج سياسة المراوغة والمناورة وشراء الوقت حيال تنفيذ التزاماته الدولية التي أبرمها مع الجانب الروسي، وذلك بعد مرور أكثر من أسبوع على انتهاء مهلة ( المنطقة منزوعة السلاح والارهاب )في إدلب.
الصورة قد تبدو قاتمة ومظلمة جداً مع تشبث التنظيمات الارهابية المتواجدة هناك بمواقفها الرافضة لاتفاق سوتشي، لا سيما بعد قيام جبهة النصرة الإرهابية «هيئة تحرير الشام» بإعادة نشر أسلحتها الثقيلة وحواجزها الأمنية في محيط إدلب الشمالي بالتوازي مع معلومات تؤكد أن الجبهة الإرهابية المذكورة نقلت شحنة مواد كيماوية إلى منطقة جسر الشغور بريف إدلب مكونة من أسطوانات تحوي غاز السارين بإشراف إرهابيي الخوذ البيضاء.
كل المؤشرات والمعطيات تؤكد أن معسكر الحرب على سورية بقيادة الولايات المتحدة الاميركية لا يزال يلهث خلف التسخين والتصعيد كجزء من المحاولات المحمومة والمجنونة للعبث بالواقع القائم المرتسم على الارض وصولاً إلى حُلم قلب وتغيير المعادلات والقواعد التي باتت متجذرة في عمق المشهد، وهذا ما يجعل من الامور في منتهى التعقيد والكارثية، خصوصاً في ظل إصرار إدارة الرئيس ترامب على دعم الارهاب وحمايته والرهان عليه حتى الرمق الاخير.
كارثية الحسابات الاميركية الخاطئة التي يحكمها الطموح الاميركي بالسيطرة على المنطقة والعالم بغض النظر عن الوسائل والاساليب والتداعيات، سوف تزيد من حماوة الصفيح الساخن الذي يرقد عليه المشهد، وهو الامر الذي سيدفع الى المقدمة احتمالات الانفجار في أيّ لحظة في ظل غياب القدرة الاميركية على التحكم بنتائج وارتدادات هذا الانفجار الذي سيبدأ بنسف كل مقومات وأركان المشروع الاحتلالي الاميركي في المنطقة والعالم.
نافذة على حدث
فؤاد الوادي
التاريخ: الثلاثاء 23-10-2018
رقم العدد : 16817