من قاع الخيبات، يلهث صناع الحروب المنغمسون حتى أذني إرهابهم بعذابات السوريين لانتشال مشروعهم الاستعماري من حضيض الفشل، ويناورون بكل ما أوتوا من خبث وأساليب قذرة في آخر فصول الوجع السوري علهم يسرقون من عيون السوريين إشراقة فرحهم بالخلاص من إرهاب غاصت سكينه عميقاً في جسدهم المقاوم،
مراهنين وهماً على معجزة تحدث تغير قواعد المواجهة أو تعطل قافلة التحرير لاستكمال نصر منجز على مساحات واسعة من الجغرافيا السورية والتي لن توقفها زوابع غبار تضليلي ولا حتى دس سموم حلول تقسيمية في طبخة سلام السوريين.
وفي قراءة تحليلية للمشهد السوري الحالي نجد أن أمريكا المارقة على الشرعية والضاربة عرض الحائط بالقوانين الدولية باعتداءات تحالفها السافرة على السوريين، تشد على أيدي إرهابيي داعش بالتنف، وتناور شرقاً بحبك خيوط مؤامرتها الاستعمارية مجدداً، بعد ضمانها أن سيل أموال خليجية سيعرف طريقه الى جيوب مقامر البيت الأبيض الأرعن لإنشاء فدرلة مسخ تكون بإمرة قوات احتلالها ،وترضي بها إمعات النفط المصفقين حقداً للغزو الامريكي والمهللين لأي عدوان صهيوغربي يوقف عجلة تقدم الجيش العربي السوري لتحرير أراضيه.
أما التركي الغارق في شهواته التوسعية لم يستفق بعد من غيبوبة أوهامه ومازال يراهن على آخر رمق إرهابي، واهماً أن احترافه اللعب على حبال الانتهازية والاحتيال قد يمنحه فرصة مفقودة لتغيير ما تم ترسيخه انتصاراً سورياً على الأرض، فتارة يتلطى تحت قش اتفاق إدلب وتارة يخاتل متسولاً لمهل إضافية، وتارة أخرى يزج بقوات غزواته في أتون معارك أطماعه التوسعية وبذرائع صون مناطق خفض التصعيد شمالاً.
ضربٌ من وهم واستطالةٌ من محال، ما تجهد واشنطن وأنقرة لفرضهما، في الشمال والشرق السوريين، واقعاً مشوهاً هجيناً على الخريطة السورية بتمويل إعرابي قذر، فالسوريون لم يقدموا شهداءهم على مذبح التحرير والخلاص من الإرهاب لتظل أراضيهم محتلة تحت أي ذرائع واهية أو مسميات، ولم يقبضوا على جمرات الصمود والتصدي لسنوات ثمانٍ من حرب شرسة ليبقى غازٍ او محتلٍ واحد على التراب السوري، فوحدة الأراضي السورية أولى الثوابت وخط أحمر في شرع السوريين غير قابل للمساومات الوقحة وغير قابل للنقاش العقيم، الأمر الذي سيبتلع مرارة حقيقته أعداء سورية عاجلاً ام أجلاً.
حدث وتعليق
لميس عودة
التاريخ: الجمعة 26-10-2018
رقم العدد: 16820