ممتاز هو المشروع الوطني للإصلاح الإداري.. وهو ضرورة في فترة ما بعد الحرب الإرهابية الشرسة على سورية.. كما هي ممتازة خطط التنمية الإدارية التي تم وضعها لتطوير أداء المؤسسات والجهات العامة التي تحتاج هذا التطوير ولا سيما منها الخدمية ومكمّلات الخدمية.
كله جميل ومهم ويعد بواقع مشرق للمؤسسات التي تعاني مشكلة في تأدية خدماتها وأكثر إشراقاً للمؤسسات التي طورت خدماتها ولكنها قادرة على أن تكون أفضل، مع الانتباه إلى أن الإشراق من عدمه يقوم على الكوادر التي ستعمل على هذه الخطط وتنهض بهذه المسؤوليات وهنا تكمن المشكلة الحقيقية.
حتى لا ينهض اللبس في المسألة فالمشروع ممتاز والخطط جيدة ولكن السؤال عن المنفذين في الوزارات والمؤسسات وكيف سيعملون وكيف سيحولون واقع المؤسسات إلى أفضل هو سؤال مشروع وضروري لمن يؤازر هذا المشروع ويتمنى نجاحه لأنه سيكون نجاح لسورية كلها بعد ما مر بها.
إن كانت الكوادر نفسها جاهزة فلا ينقصها إلا التوعية بكيفية العمل وحدوده.. أما إن لم تكن كذلك فالوقت لم يدهمنا بعد ورب تأخير لتدريب خير من مباشرة وفشل.
المشكلة أن بعض الكوادر المحسوبة على الخطط الإدارية في بعض الوزارات والجهات العامة باتت تتصرف وكأنها صاحبة قرار في كل المسائل بل إن بعضهم بات يشيع خططه عن إعفاء هذا ونقل ذاك.. أما الطريف فهو تكوين بعضهم لفرق عمل من جهات أخرى باتت تجتمع وتضع الخطط دون رابط قانوني يجمعها اللهم إلا ما سيكون.
من يريد لهذا المشروع النجاح يجب أن يجتهد بالتمحيص ويفيد المشروع نفسه برأيه ويشير إلى مواطن الخلل المحتملة ليتم تداركها حفاظاً على مشروع عصري تحتاجه البلاد وشعبها.
يجب توعية الكوادر الإدارية في الوزارات والمؤسسات بحجم العبء الملقى على عاتقها في المرحلة المقبلة، بالتوازي مع توعيتهم بأن دورهم ليس صنع القرار بل النصح وتقديم المشورة لصاحب القرار أي أن الرأي خارج نطاق عمل دوائرهم هو للاستئناس وليس للإلزام.
بغير ذلك تكون البداية خاطئة وتتجه بغير ما حدده سيد الوطن لأن المشروع الوطني للإصلاح الإداري إنما جاء لمكافحة كل أنواع الترهل الحاصلة إدارة وأداء فلا يجوز وطنياً ومنطقياً أن نجعل من المشروع سبباً لخلق ترهّلات جديدة تحت ذريعة مكافحة الترهّل.
الأحد 28-10-2018
مازن جلال خيربك