استحوذ مشروع الموازنة العامة للدولة للعام 2019 على مجمل مناقشات مجلس الوزراء في الجلسة الماضية وذلك بعد موافقة المجلس الأعلى للتخطيط الاقتصادي والاجتماعي على صيغته الأولية ورصد اعتمادات الوزارات الجارية والاستثمارية للعام القادم.
الموازنة العامة للدولة للعام 2019 رصدت اعتمادات لتوفير فرص عمل جديدة و /50/ مليار ليرة لإعادة الإعمار واعتمد المجلس سعر الدولار في الموازنة بمبلغ /435/ ليرة سورية للدولار الواحد.
مشروع الموازنة العامة للدولة انطلق من التحسن التدريجي وحالة التعافي التي بدأت تظهر على الاقتصاد السوري مع عودة الكثير من الفعاليات الاقتصادية إلى الإنتاج، بحيث يركز المشروع على توجيه الإنفاق العام بما يخدم عملية التنمية البشرية خاصة في مجالات التربية والتعليم مع الاستمرار بتأمين الخدمات الأساسية وتحسين خدمات الصحة العامة.
كما يركز المشروع على الاستمرار بدعم قواتنا المسلحة وذوي الشهداء والجرحى وتأمين متطلبات عمل مؤسسات الدولة واستكمال المشاريع المتوقفة بفعل الإرهاب وفق أولويات تسهم في تحقيق التنمية.
واعتمد مجلس الوزراء قيمة الموازنة العامة للدولة للعام 2019 بـ /3882/ مليار ليرة سورية بزيادة قدرها /695/ ملياراً عن موازنة العام 2018.
الموازنة العامة للدولة توزعت على /2782/ مليار ليرة للاعتمادات الجارية و/1100/ مليار ليرة للإنفاق الاستثماري وتضمنت تخصيص مبلغ /811/ مليار ليرة سورية للدعم الاجتماعي منه /361/ ملياراً لدعم الدقيق التمويني و /430/ ملياراً لدعم المشتقات النفطية و/10/ مليارات لصندوق الإنتاج الزراعي و /10/ مليارات للصندوق الوطني للمعونة الاجتماعية كما تم تخصيص كتلة مالية محددة لتحفيز القطاع الخاص الزراعي والصناعي والسياحي على العمل والإنتاج.
الأرقام التي تضمنتها الموازنة وتم الإعلان عنها لوسائل الإعلام تعتبر إيجابية وفيها العديد من نقاط القوة إلا أن الغموض ما زال يلف بعض التفاصيل فيها مثل أوجه صرف الاعتماد المخصص للدعم الاجتماعي فكيف سيتم الدعم الاجتماعي وما التفاصيل خاصة وأن الغلاء ما زال مستمراً عاماً بعد عام وشهراً بعد شهر ويوماً بعد يوم، ولسان السوريين يؤكد أن كل الخطوات التي اتخذت وما زالت تتخذ على المستوى الاقتصادي والخدمي لم تؤثر إيجاباً على الوضع المعيشي للسوريين ولعل افتتاح معبر نصيب الحدودي يعتبر مثالاً فهو جاء برداً وسلاماً على الأردنيين الذين وجدوا في الفرق الكبير لسعر الصرف وسيلة لحصولهم على مختلف البضائع بأقل التكاليف بالنسبة لهم ما ينذر بارتفاع أسعار المواد الأساسية التي أصبحوا يستجرونها بكثرة خلال هذه الأيام.
الأحد 28-10-2018
باسل معلا