شاهدت وسمعت, على شاشة «اليوتيوب» ولأول مرة عبقري النغم بليغ حمدي يؤدي بصوته أغنية، ليست من موسيقاه، وهي «رباعيات الخيام» التي لحنها رياض السنباطي, وأدتها أم كلثوم، وهي من تعريب الشاعر أحمد رامي..
وكنت أنتشي ومنذ سنوات طويلة بصوت محمد عبد الوهاب، وهو يؤدي على أوتار عوده دور «أنا هويت» الذي لحنه وسجله بصوته فنان الشعب الخالد سيد درويش. ووديع الصافي، الذي حقق مكانة مرموقة بين كبار المطربين, لدرجة أن الناقد الموسيقي كمال النجمي، اعتبره سيد المطربين جميعاً في الغناء الجبلي، كان متواضعاً، حين أعاد تقديم بعض أغنيات محمد عبد الوهاب بصوته، ومن ضمنها: الجندول ويادنيا ياغرامي وعلموه كيف يجفو وجفنه علم الغزل وأمتى الزمان وخايف أقول وحياتي أنت وعندما يأتي المساء وليلة الوداع ومين عذبك وياوردة الحب الصافي وغيرها, إلى جانب تقديمه لبعض أغنيات أم كلثوم: وخاصة أنت عمري والأطلال ولقد أداهما بالطريقة «الوديعية» ولم يكن مقلداً لهما.
ولإزالة الالتباس يجب التوضيح أن «التينور» هو الصوت الرجالي القوي، و صوت وديع الصافي يصنف ضمن هذا الإطار، إلا أن قراره مرتفع عن الأصوات، التي تناسب السلم الموسيقي العربي، لذلك عندما لحن له فريد الأطرش «على الله تعود» رفع له طبقة الأغنية من (دو) إلى (ري)، حتى يكون صوته، ضمن الأداء الغنائي العربي.
ولقد برز تواضع وديع الصافي الجم، حين اعترف بأستاذية فريد الأطرش، وقدرته المطلقة على تحديد الطبقات المناسبة لصوته، في الأغنية اليتيمة التي قدمها له، والتي اعتبرت من أجمل ماغنى، على امتداد مسيرته الفنية الطويلة, أما صوتا عبد الوهاب و فريد الأطرش, فهما مصنفان في طبقة «التينور» أي الصوت الذي يؤدي كل الطبقات الموسيقية بسهولة وعذوبة وبقوة أدائية في التنقل بين المقامات، في القرار والوسط والجواب.
facebook.com adib.makhzoum
الأحد 28-10-2018
أديب مخزوم