تحت عنوان (طفل يقرأ.. مجتمع يبني)، أطلقت وزارة الثقافة معرض كتاب الطفل الأول، المعرض الذي يهدف الى تعزيز القراءة وتوثيق علاقة الطفل بالكتاب.
ورغم أنها مبادرة مهمة ونوعية، إلا أنها قد تكون من حيث التوقيت فاقدة لجزء كبير من الفائدة والهدف والغاية المرجوة منها، حيث جاء توقيت المعرض متزامناً مع العام الدراسي وانهماك أبنائنا بالمذاكرة والدرس، خاصة أن معظم تلاميذنا قد بدؤوا تقديم امتحانات الفصل الأول التي قد تستمر حتى نهاية أيام المعرض وهذا ما سوف يحرم الكثير من أطفالنا من زيارة المعرض.
وتعود أهمية إقامة مثل هكذا معارض الى كونها تحفز الطفل على امتلاك كتاب، وبالتالي تحرضه على القراءة واكتساب معلومة جديدة، الامر الذي يقربه من الكتاب ويوائمه معه ويدفعه الى امتلاكه بشكل دائم.
الاهم في هذا الموضوع أن يكون دور الاهل حاضراً لجهة اصطحاب طفلهم الى المعرض ومساعدته على اختيار الكتاب الذي يناسب حالته النفسية والوجدانية والسلوكية والذي يضاهي ويحاكي قدراته العقلية والابداعية، أي مساعدته على اختيار ماذا يحب ويعشق.
إن مرحلة الطفولة تعتبر من أهم مراحل البناء الفكري وأفضلها عمريا لتعليم واكتساب المهارات العلمية والمعرفية، وهو الأمر الذي يوجب على الاهل الاهتمام بالطفل في هذه المرحلة العمرية من خلال تنمية معارفه وقدراته العقلية والعلمية، ولعل تعزيز ثقافة القراءة هي من أنجع الوسائل التي تحقق هذا المطلب لأنها تقوم بتغذية وتنمية فكر وعقل وشخصية الطفل .
المعرض مهم جداً ومفيد للطفل وهو خطوة صحيحة على طريق تعزيز وتشجيع ثقافة القراءة والبناء العقلي والمعرفي في ظل هذا الغزو الالكتروني والمعرفي الذي يخرب عقول أبنائنا ويبعدهم عن الكتاب والقراءة والمطالعة.
الأحد 28-10-2018
فردوس دياب