العزف الأمريكي على أوتار الأزمة في سورية يتجلى في سعي واشنطن الحثيث الى ايجاد مساحة نفوذ لها في المشهد السوري تحفظ ما تبقى من سقوط أوراقها في معركة ربع الساعة الأخير، وهذا ما بات واضحا في عرقلتها تحقيق أي انجاز يضاف الى الرصيد السوري لا سيما في ادلب،
والهدف كسب المزيد من الوقت عبر المحاولة في توسيع نطاق قواعدها العسكرية في الشمال الشرقي اضافة الى تدريب عناصر عميلة لتأمين قدرات واشنطن وحماية قواتها.
مغامرات واشنطن المكشوفة سرعان ما حذر منها وزير الخارجية الروسي من أن ادارة ترامب تقوم بمغامرة جديدة عبر تشجيع بعض الفصائل الكردية على الانفصال, وتوظيف الارهاب وإيجاد بيئة خصبة في المنطقة بين غرب العراق وشرق سورية من أجل استنزاف قدرات البلدين واقتطاع جزء من الجغرافيا عبر تكتيك جديد لفرض أمر واقع .
ورغم فشل تجارب الأمريكي إلا أنه لا يزال يماطل بتنفيذ وعوده تجاه روسيا حول تفكيك مخيم الركبان وترحيل الإرهابيين من التنف, ناهيك عن التسويف الذي تمارسه حكومة اردوغان حول اتفاق سوتشي وممارسة سياسة العصا والجزرة في معركة الحسم على الارهاب وحسم موقع تركيا في الجغرافيا السياسية .
من الواضح أن واشنطن الممولة سعوديا وتركيا ستبذل كافة امكاناتها وجهودها لفرض امر واقع يهدف الى رفع سقف مطالبها على طاولة المحادثات السياسية والضغط على سورية وحلفائها للقبول بشروط السياسة التي فشلت عن تحقيقها عسكريا.
ولهذا تحاول الادارة الأمريكية عرقلة تحرير ادلب عبر قيامها بالتوازي بإعادة السيطرة على مساحات من الحدود السورية – العراقية وعرقلة خط التنسيق الاستراتيجي بين البلدين في محاولة لنشر الفوضى وإدارة وضع سلطاتها والإمساك بطاقة العقود من الغاز، ناهيك عن تجديد الامبراطورية الأمريكية ومنعها من الانهيار.
لا شك أن المماطلة في تنفيذ اتفاق سوتشي لإعادة خلط الأوراق وكسب الوقت تحت حجج وذرائع واهية يؤكد على المراوغة الأمريكية في الاستمرار بدعم مرتزقتها,لا سيما أن هذا الاتفاق من حيث طبيعته وأهدافه وتوقيته أعطى سورية مكاسب عدة خاصة أنه سحب من يد الغرب وواشنطن أوراقا كان يحضر لها لشن عدوان على سورية ومنعها من تحرير إدلب.
الأحد 28-10-2018
عائدة عم علي