الحروب التي تشعلها أميركا مع الصين لن تبقى بلا رد، هذا ما أكدته بكين مسبقاً، فالمعاملة بالمثل هو أهم الجوانب التي يمكن من خلالها وضع الغرور والغطرسة الأميركية ومحاولاتها الاستفراد بكل شيء عند حدها.
وعلى خلفية هذه الممارسات الأميركية العدائية ومحاولاتها الضغط واستفزاز بكين بأي طريقة، أمر الرئيس الصيني شي جين بينغ، جيش بلاده بمراقبة بحر الصين الجنوبي وتايوان، لتقييم الوضع وتعزيز قدراته حتى يتمكن من التعامل مع أي حالة حرب طارئة.
ونقل التلفزيون الحكومي الصيني عن بينغ قوله خلال جولة تفقدية قام بها الخميس الماضي ضمن زيارته لمقاطعة كوانغدونغ: إن قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية اضطرت لتحمل مسؤولية عسكرية ثقيلة في الأعوام الأخيرة، مضيفاً، من الضروري تعزيز المهمة وتركيز الاستعدادات لخوض الحرب.. نحن بحاجة إلى أخذ جميع الحالات المعقدة في الاعتبار ووضع خطط طوارئ وفقاً لذلك.
وأوضح: علينا أن نزيد من تمارين الاستعداد القتالي، والتدريبات المشتركة والتمارين الموجهة لتعزيز قدرات الجنود والتحضير للحرب.
ونقلت صحيفة ساوث تشاينا مورننغ بوست عن شي قوله: يجب أن تركزوا على المهام وأن تستعدوا للحرب.. علينا أن نأخذ في الاعتبار صعوبة الوضع ووضع خطة عمل مناسبة.. من الضروري أيضا تعزيز التدريبات العسكرية.
ومن مهام قيادة المنطقة الجنوبية، الإشراف على بحر الصين الجنوبي، وهي منطقة تتزايد فيها التوترات والنشاطات العسكرية المتضادة بين الصين والولايات المتحدة.
من جهتهم قال مراقبون عسكريون: إن تعليقات شي تهدف على الأرجح إلى رفع الروح المعنوية وتؤكد مطالبات بكين الإقليمية في بحر الصين الجنوبي، مضيفين، أنه من المتوقع أن تثير الولايات المتحدة مزيداً من التحديات بحجة حرية الملاحة في منطقة بحر الصين الجنوبي، لأنها لا تعترف بحقوق بكين في الجزر الاصطناعية، مثل الشعاب المرجانية، لذلك من المحتمل أن يكون هناك المزيد من الاحتكاك العسكري بين البلدين في هذه المنطقة، مشيرين إلى أن خطاب شي لقيادة المنطقة الجنوبية كان أيضا بمثابة تحذير واضح للقوى المؤيدة للانفصال في تايوان، حيث تتقاسم هذه المنطقة العسكرية المسؤولية مع قيادة المنطقة الشرقية عن مراقبة الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي.
وتفقد شي قواته العسكرية خلال زيارة استغرقت أربعة أيام إلى المقاطعة الجنوبية الصينية وجاءت زيارته على خلفية الخلافات التجارية والاستراتيجية المتنامية بين بلاده وواشنطن.
في حين أعلن وزير الحرب الأميركي جيمس ماتيس أمس أن واشنطن تنتظر زيارة وزير الدفاع الصيني وي فينغ في الأسبوع المقبل، بعد فترة شهدت توترا في العلاقات العسكرية بين البلدين.
ولدى سؤاله عن التوتر مع الصين في مؤتمر إقليمي سنوي حول الأمن في المنامة قال ماتيس: أود أن أشير إلى أن المنافسة الاستراتيجية ليست مرادفا للعدائية.
وأضاف، التقيت نظيري في بكين منذ شهر، والتقيت به مجددا في سنغافورة منذ أسبوع.. سيزور واشنطن الأسبوع المقبل لمواصلة محادثاتنا.
وفي الأول من تشرين الأول الجاري، ألغى الوزير الأميركي زيارة كانت مقررة إلى الصين، بعد امتناع بكين عن تحديد موعد كما أفاد مسؤول عسكري أميركي لوكالة فرانس برس.
ويأتي إلغاء الزيارة في إطار توتر سياسي وحرب تجارية بين البلدين.
وكالات – الثورة
الأحد 28-10-2018
رقم العدد: 16821