لكل وقت آذان، فبعد العملية العسكرية الناجحة التي خلصت وأنقذت حلب وريفها من براثن غول الإرهاب، جاء دور القوى الأمنية لتمشيط وتطهير عاصمة الشمال من رجس المجموعات التكفيرية
لتكتمل بعد ذلك حبات عقد بناء وإعادة إعمار الشهباء باتجاهاتها الأربعة صناعياً وتجارياً وخدمياً وحرفياً وزراعياً وسياحياً، وليأتي بعد ذلك دور الحكومة التي سجلت منذ أيام -وما زالت- تحركاً عالي المستوى لإعادة عقارب الساعة إلى حلب ريفاً ومدينة إلى عام 2011 وما قبل حيث كانت وستعود قبلة أنظار الشارع الاقتصادي العربي والإقليمي.
وباعتبار أن جميع طرق التنمية الاقتصادية السورية تمر من حلب (من أبواب النصر والفرج والحديد والجنان وغيرها)، فقد جاء تحرك الحكومة مجتمعة لتقول للعالم بأسره، هنا دمشق من حلب… هنا حمص وحماة وإدلب واللاذقية وطرطوس والقنيطرة ودرعا والسويداء ودير الزور والرقة والحسكة.. من حلب التي قاومت وصمدت وانتصرت على مرتزقة القرن الحادي والعشرين.
الحكومة بكامل أعضائها حطت رحالها على أرض حلب الشهباء للوقوف على كل ما تحتاج إليه لنفض غبار الإرهاب والوقوف والسير والتعملق والأخذ بيد ماردها الاقتصادي والصناعي والتجاري والزراعي للنهوض من جديد، من خلال حزمة القرارات والإجراءات التي يترقب لا بل ويمني الشارع السوري لا الحلبي فحسب أن يغلب عليها الطابع الاستثنائي بامتياز لترتقي إلى مصاف القرار الاستثنائي الخاص بعقد الحكومة اجتماعها الأسبوعي ولأول مرة خارج أسوار مدينة الفيحاء، لا لدفع عجلة التنمية الاقتصادية فحسب وإنما لزيادة تسارع دورانها بالشكل الذي يتناسب طرداً واستراتيجية ورؤية وأهداف وخطط وبرامج القيادة والسلطة التنفيذية لمرحلة ما بعد الحرب ليس على حلب فقط وإنما على كامل المساحة الجغرافية السورية.
فحلب ليست فقط صمام أمننا الغذائي، ومفتاح تطورنا وتقدمنا الصناعي، وبوابة حركتنا وبركتنا التجارية.. وإنما الشهباء كانت وما زالت وستبقى في قلب كل سوري فكيف لجسد أن ينسى عينه أو قلبه أو كبده.
هنا حلب
عامر ياغي
التاريخ: الاثنين 5-11-2018
الرقم: 16828