لصراع الهجرة بين حكومات الغرب والمهاجرين قصص مأساة ومعاناة تروي نفسها بنفسها تارة وأخرى ترويها أمواج قرارات الغرب ولطمها لهم، حيث رغبة الحياة تتحدى كل العوائق والأسوار والمراسيم التي يضع الغرب عجلاته أمامها وحملات تصعيد لمواجهتها.
فالصراع هذا لم يعد محصوراً بمكان بل اتسعت دائرته مع اتساع رغبة الغرب بطرد أولئك المهاجرين أو إيجاد أماكن أخرى لهم خارج حدوده، وهو الذي حاول كثيراً استخدامهم والاستثمار بهم ضد شعوبهم ودولهم كورقة له كما فعل ويفعل أثناء الحروب التي يفتعلها.. فمن أميركا إلى ألمانيا وإيطاليا وغيرها حيث مستقبل مجهول ينتظر آلاف المهاجرين مع القرارات التي تتخذ بحقهم، وكرد فعل على ما يمارس ضدهم فقد احتشد آلاف المتظاهرين في روما قدموا من نحو 50 مدينة إيطالية أول أمس رفضا لمرسوم مناهض للمهاجرين يدافع عنه وزير الداخلية وزعيم حزب الرابطة اليميني المتشدد ماتيو سالفيني.
وبعبارات «لحياة السود قيمة» و»أهلا بالجميع، افتحوا الحدود» رفع المتظاهرون الذين ينتمي معظمهم إلى اليسار الراديكالي يافطات تدافع عن حقوق المهاجرين، وقال أحد المتظاهرين ويدعى سيرجيو سيرينو وهو من جمعية «ايمرجنسي» التي تساعد المهاجرين: إن الهدف هو قول «لا لسالفيني ولا للعنصرية»، موضحاً أن عدد المشاركين في التحرك تقلص بسبب منع الشرطة 5 حافلات على الأقل من إكمال سيرها نحو مكان المظاهرة.
وكان مجلس الشيوخ الإيطالي أقر الأربعاء الماضي المرسوم في مرحلة أولى تسبق تصويتا نهائيا عليه من قبل مجلس النواب نهاية الشهر الجاري.
وينص المرسوم على منح بدائل من تراخيص الإقامة الإنسانية التي تمنح في الوقت الراهن لـ 25 % من طالبي اللجوء وتستمر لعامين، منها تراخيص «حماية خاصة» مدتها عام واحد أو تراخيص «كارثة طبيعية في البلد الأصلي» مدتها 6 أشهر، إضافة لآلية طوارئ تمكن السلطات من طرد أي طالب لجوء يتبين أنه «خطير»، إضافة إلى تعديل نظام استقبال المهاجرين بحيث تتم إعادة جمعهم في مراكز كبرى بهدف توفير النفقات، كما يجيز المرسوم للقوات الأمنية استخدام المسدسات الكهربائية ويسهل إخلاء المباني التي يقيم فيها مهاجرون.
في حين وصل آلاف المهاجرين من أميركا الوسطى أول أمس إلى مدينة كيريتارو في وسط المكسيك، محققين بذلك مرحلة جديدة من رحلتهم الطويلة إلى الولايات المتحدة رغم التعب والأمراض.
فبعد عشر ساعات على مغادرة مكسيكو، وصل قرابة ألفي مهاجر إلى كيريتارو، عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه، حيث قررت السلطات المحلية استضافتهم في الممرات الخارجية من ملعب كوريخيدورا لكرة القدم دون السماح لهم بالوصول إلى المدرجات ولا إلى أرض الملعب، فيما يُتوقع وصول حوالي ثلاثة آلاف آخرين إلى كيريتارو بعد أن غادروا العاصمة المكسيكية صباح السبت الماضي.. بينما غادرت ليلاً مجموعة تضمّ 1300 مهاجر العاصمة.
إدارة مترو مكسيكو أفادت أن خمس عربات قطار وضعتها السلطات في خدمة المهاجرين بشكل خاص، نقلت كل واحدة ألف مهاجر ورافقهم عناصر الشرطة، حيث نُقل هؤلاء إلى حدود ولاية مكسيكو وأكملوا طريقهم سيراً على الأقدام حتى كيريتارو.
ومنذ مغادرتهم مدينة سان بدرو سولا في هندوراس في 13 تشرين الأول الماضي هرباً من الفقر والعنف، اجتاز المهاجرون أكثر من 1500 كم، وتشكلت قافلتان على الأقل منذ ذلك الحين، في تحد لتهديدات ترامب الذي ندد بما أسماه «غزو» المهاجرين لبلاده وأمر بنشر آلاف الجنود على الحدود الأميركية-المكسيكية.
وقالت أدماري كوريا وهي من غواتيمالا غادرت بلدها مع شقيقتها وأولاد شقيقتها لوكالة فرانس برس: شعرنا بالبرد نتيجة النوم في العراء ولذا نحن مرضى الآن، بينما قال ويلسون الكسندر ميخيا وهو عامل عمره 27 عاما ويسافر بمفرده: رغم المرض، لكننا مصممون على الوصول إلى الحدود وما بعدها.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأثنين 12-11-2018
رقم العدد : 16834