من نبض الحدث.. سورية صلبة.. والتصدعات بحلف العدوان كرة نار

(كل ما يتصل بالدستور، هو شأن سوري لا يُقرره إلا الشعب السوري)، كم مرّة ينبغي أن تقول دمشق لتَفهم مُكونات حلف العدوان أنه ما من جدوى ستُحصّلها من كل مُحاولات الثرثرة والتعطيل، سوى الخيبة؟ ومتى تُدرك واشنطن كمركز قيادة لحلف الشيطان أنها ليست الجهة ذات الأهلية لتُهدد أو لتَضع شروطاً للبدء بإعادة الإعمار؟.

العملية بدأت، دارت عجلتها بأيدي السوريين الذين لم يتأخروا، والذين ما لبّوا مرة إلا نداء الواجب الوطني.‏

مَكرورة وبلا معنى، صارت خطابات مندوبي دول حلف العدوان على المنابر الدولية، ومَمجوجة أصبحت كل محاولات العودة للاستثمار القذر بورقة الكيماوي، وأما محاولة التلاعب بورقة لجنة مناقشة الدستور كورقة أخيرة لممارسة الضغط، فهي المحاولة المَحكومة بالفشل المُؤكد كنتيجة يجب أن تتوقعها واشنطن ومُلحقاتها بحكم التجربة والخبرة التي ينبغي أن تكون قد راكمتها على الأقل خلال سنوات الاستثمار بأذرع الإرهاب، فمن كَسَرَ حراب العدوان المُتعددة، لن يَقبل بالمُطلق أيّ تدخل في الشأن السيادي تحت أي عنوان.‏

الاجترارُ بعناوين الماضي، هو فعلٌ مُقزز وبائس لا يُدلل إلا على العجز وأشياء أخرى لا يَليق ذكرها، وإذا كان من نصيحة نتوجه بها لمن يُمارس الاجترار فمُلخصها الدعوة للاهتمام بالتصدعات التي أصابت حلف العدوان في بنيته والتشققات التي تهدد ليس فقط بانهياره وإنما بانهيارات داخلية وبينية فيه كتلة واحدة وأجزاء مُكوّنة، بدءاً من الكيان الصهيوني الغاصب، مروراً بكيان الإرهاب الوهابي، وانتهاء بالسّجال الساخن الدائر بين واشنطن وبروكسل كبيت لاتحاد أوروبا العجوز.‏

الاستحقاقات القادمة لا شك ستَضع حداً لكل مُحاولات العدوان والتطاول، وإذا كان البعض يرى في اجتماع العاصمة الكازاخية الأسبوع القادم مُناسبة لإعادة إنتاج الأوهام، فإنه الاجتماع الذي سيُشكل مناسبة حقيقية لجعل واشنطن وأنقرة أولاً وقبل بقية الشركاء تستيقظ من وهمها، ذلك أن خرق اتفاق سوتشي لن يمر، تماماً كما لن يُسمح باستمرار قيام (التنف) بدور غرفة العمليات التي تُوجه الدواعش وتسعى لإحياء مُشتقاته.‏

المُظاهرات التي شهدتها منطقة الشدادي، شرقاً، بداية أو إشارة أولى أو رسالة، أو ليَكن اسمها ما كان، فهل أخذت واشنطن علماً؟ أم أن تأخُّر نتيجة رهانها على ميليشيا قسد وفلول الدواعش يجعلها تُمني النفس بحصول ما لن يحصل حتى لو لعبتها باحتراف مع الواهم أردوغان على مبدأ (العدو والشريك).. إن توزيع الأدوار القذرة هناك سيَفشل، ودائماً لتجتمع الرسائل السورية من تلول الصفا إلى الشدادي، ومن حلبة نيويورك إلى سوتشي وآستنة، على كلمة السر الوحيدة: سورية صلبة.. سورية تنتصر.‏

كتب علي نصر الله
التاريخ: الأربعاء 21-11-2018
الرقم: 16841

آخر الأخبار
خبير مصرفي لـ"الثورة": الاعتماد على مواردنا أفضل من الاستدانة بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. مفوضية اللاجئين تتوقع عودة نحو 200 ألف سوري من الأردن بحلول نهاية 2025 السيف الدمشقي.. من فولاذ المعركة إلى برمجيات المعرفة إعادة دمج سوريا بمحيطها العربي مؤشر على تشكيل تحالفات جيوسياسية واعدة عبر البوابة البريطانية.. العلاقات السورية الأوروبية نحو انطلاقة جديدة امتحان الرياضيات لطلاب البكالوريا المهنية- المعلوماتية: بين رهبة المادة وأمل النجاح الخبيرمحي الدين لـ"الثورة": حركة استثمارية نوعية في عدة قطاعات الرئيس الشرع يتقلد من مفتي الجمهورية اللبنانية وسام دار الفتوى المذهَّب حرب إسرائيل وإيران بين الحقائق وإدعاءات الطرفين النصرالمطلق ألمانيا تدرس سحب الحماية لفئات محددة من اللاجئين السوريين "قطر الخيرية" و"أوتشا".. تعزيز التنسيق الإنساني والإنمائي في سوريا بعد 14 عاماً من القطيعة .. سوريا وبريطانيا نحو شراكة دبلوماسية وثيقة 10 مناطق لمكافحة اللاشمانيا بدير الزور الاقتصاد الدائري.. إعادة تدوير لموارد تم استهلاكها ونموذج بيئي فعال الحرائق في اللاذقية .. التهمت آلاف الهكتارات من الغابات والأراضي الزراعية 1000 مستفيد في دير الزور من منحة بذار الخضار الصيفية الحشرة القرمزية... فتكت بشجيرات الصبار مخلفة خسائر فادحة مشكلات تهدّد تربية النحل بالغاب.. ونحالون يدعون لإحداث صندوق كوارث الأتارب تُجدّد حضورها في ذاكرة التحرير  الثالثة عشرة