تحالف المأزومَين و«قشة الغريق»..!!

يدخل التفاهم التركي الأميركي طوراً جديداً في ظل ثلاثة مؤشرات متناغمة مع بعضها البعض، بدءاً من الاتفاق على خططٍ لتعميم سياسة خرائط الطريق!!، مروراً بنشر قوات أميركية في نقطتين على الحدود مع تركيا، وانتهاء بحديث أميركي عن إمداد «قسد» بعشرات من قوات المارينز في إشارة على حضور أميركي طويل الأمد،

خصوصاً بعد التسريبات الأخيرة عن وضع الإدارة الأميركية خططاً لحماية ميليشيا «قسد» سنتين إضافيتين على الأقل، حسب التوصيف الأميركي.‏

ورغم أن كل هذا لا يمكن التعويل عليه لقراءة الاستراتيجية الأميركية حيال الوضع في سورية، بحكم المتغيرات اللحظية التي قد تطرأ على الخطط الأميركية وتحالفاتها المتبدلة والمتغيرة، فالسياق الطبيعي الذي يمكن أن يُستشف منه أن محاصصة إضافية بدأت في العلاقة الأميركية التركية، ومهدت لإظهار تلك التفاهمات أو على الأقل الترويج لها من باب الابتزاز الذي يحاول الطرفان أن يخوضا غمار التجربة في تجلياته، وإن كانت الأهداف والغايات مختلفة ومتباينة.‏

فالتركي الذي يواجه استعصاء وصل حد التأزم في ما يخص تفاهمات إدلب مع الروسي، يجد نفسه في مأزق لا يمكن الفكاك منه إلا بالهروب نحو الأميركي الذي يواجه مأزقاً لا يقل عنه ويعلن بوضوح الحاجة إليه وإن اختلفت أو تباينت المقاربة حياله، حيث يتجه نحو خلاصات غير مرضية حول المرتزقة المحلية التي راهن عليها، بما فيها ميليشيا «قسد» التي بدت أعجز من الإحاطة بالأجندات الأميركية، وغير قادرة على الأخذ بمخرجاتها على الأرض، وسط تذمر من طريقة التعاطي معها ولاسيما أن تجربة الأبواب المفتوحة مع التركي أفضت إلى هزائم بالجملة وتحت أنظار الأميركي.‏

المجادلة في طبيعة التفاهم التركي الأميركي وتبعاته ونقاط الاختلاف، تقود إلى الاستنتاج الطبيعي بأن حكم الضرورة بعد أن بدت البدائل أكثر تعثراً من الأصول في تحقيق اختراق فردي يمكن التعويل عليه للخروج من المأزق الذي يُغرق كلاهما في محدودية الخيارات المتاحة، مضافاً إلى ذلك تراكمات العلاقة المأزومة التي أعطت انطباعاً قسرياً باستحالة النفاذ عبر الأدوات وبالإمكانات المتاحة أو المتوافرة، ولا بد من إعادة المراجعة باتجاهين الأول: يقتضي تقييم الإمكانات الراهنة لتلك الأدوات وما تفرضه من تجديد أوجه الدعم، ولو تتطلب الأمر اعادة التمويل والتسليح، والثاني: الاتكاء على التفاهم غير المعلن وغير المحدد لخلط الأوراق الإقليمية والدولية والمعادلات الناشئة أو المستجدة، وإعطاء رسائل متخمة بأوهام المرحلة السابقة، وإعادة المتاجرة فيها وبيع المزيد من بضائعها الكاسدة.‏

التأزم الإضافي القادم يستحضر أوراق الماضي والحاضر، وإعادة طرحها في سياق البحث يلوح في أفق التفاهمات التركية الأميركية، التي بدت اتفاقاً بين مأزومين لن يطول به الزمن، ولن يتأخر التركي أو الأميركي في تهميش ما بداخله وبعثرة ما بين سطوره حين يشعر أن المأزق قد خفّت حدته، وربما حين يجد أن منفذاً ما يمكن أن يكون طوق النجاة مهما تكن حوامله وظروفه ومعطياته وحتى وشكل المبازرة فيه، حيث تبقى تلك التفاهمات «قشة الغريق» في بحر الأزمات المفتوحة على المجهول.. ليس إلا ..!!.‏
الافتتاحية

بقلم رئيس التحرير: علي قاسم
a.ka667@yahoo.com ‏
التاريخ: الخميس 22-11-2018
الرقم: 16842

آخر الأخبار
المركزي يصدر دليل القوانين والأنظمة النافذة للربع الثالث 2024 تحديد مواعيد تسجيل المستجدين في التعليم المفتوح على طاولة مجلس "ريف دمشق".. إعفاء أصحاب المهن الفكرية من الرسوم والضرائب "التسليف الشعبي" لمتعامليه: فعّلنا خدمة تسديد الفواتير والرسوم قواتنا المسلحة تواصل تصديها لهجوم إرهابي في ريفي حلب وإدلب وتكبد الإرهابيين خسائر فادحة بالعتاد والأ... تأهيل خمسة آبار في درعا بمشروع الحزام الأخضر "المركزي": تكاليف الاستيراد أبرز مسببات ارتفاع التضخم "أكساد" تناقش سبل التعاون مع تونس 10 مليارات ليرة مبيعات منشأة دواجن القنيطرة خلال 9 أشهر دورة لكوادر المجالس المحلية بطرطوس للارتقاء بعملها تركيب عبارات على الطرق المتقاطعة مع مصارف الري بطرطوس "ميدل ايست منتيور": سياسات واشنطن المتهورة نشرت الدمار في العالم انهيار الخلايا الكهربائية المغذية لبلدات أم المياذن ونصيب والنعيمة بدرعا الوزير قطان: تعاون وتبادل الخبرات مع وزراء المياه إشكاليات وعقد القانون تعيق عمل الشركات.. في حوار التجارة الداخلية بدمشق بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة