من الطبيعي أن يقوم خصوم أميركا وأعداؤها في العالم بفضح سياساتها العدوانية، لكن اللافت أن يتحدث الأميركيون أنفسهم عن مثل هذه السياسات، ويقومون بتوصيف الحالة المزرية التي وصل إليها الأمن والسلم الدوليين بسبب الاستراتيجية الأميركية الفاشلة في آلية التعاطي مع الأزمات الدولية.
ومثل هذا الكلام ليس من بنات أفكارنا، ولا هو محاولة لشيطنة السياسة الأميركية التي لا تحتاج إلى أي أدلة لإثبات عدوانيتها، بل هو حقيقة أقرها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن حين اعتبر أن الحرب التي شنتها واشنطن على الإرهاب فشلت في تحقيق أهدافها، وأن عدد المتطرفين في العالم قارب ربع المليون وينشطون اليوم في نحو سبعين دولة.
وليس هذا فحسب بل إن المركز يقر أيضاً بفشل سياسات واشنطن وحلفائها في استئصال خطر الإرهاب والتطرف على مستوى العالم، ويحمل القائمين عليها المسؤولية.
ولعل قراءة سريعة في السياسة الأميركية تجاه سورية ستوصلنا إلى النتيجة ذاتها التي وصل إليها المركز المذكور، بل وبأضعاف مضاعفة من الفشل، فواشنطن نشرت الفوضى الهدامة هنا وأسست أكثر التنظيمات تطرفاً كداعش والنصرة والقاعدة وقسد باسم مكافحة الإرهاب.
واستمرت على مدى سنوات وهي تخترع الأكاذيب لإدانة الدولة السورية، وعرقلت كل الحلول في سوتشي وآستنة وجنيف وغيرها من المحطات وارتكبت الجرائم الوحشية بحق السوريين، واستخدمت الأسلحة المحرمة دولياً، واتخذت من المنظمات الدولية منصة لاستهداف من يعارض سياساتها.
البقعة الساخنة
أحمد حمادة
التاريخ: الخميس 22-11-2018
الرقم: 16842