منذ ما قبل استضافة العاصمة الكازاخية أمس لجولة جديدة من المحادثات، تفضي للحل السياسي المنشود في سورية، وأميركا وحلفاؤها يحاولون إغراق اللوحة برمتها بمزيد من الفوضى والخراب والدمار، فاستبق رعاة الإرهاب الاجتماع بقصف حلب بالغازات السامة عبر أدواتهم، واعتدوا مراراً على المدنيين الأبرياء في ريف دير الزور بحجة محاربة داعش المتطرف.
ومنذ بدء الأزمة وحتى يومنا وهؤلاء يغرقون سورية والمنطقة بالفوضى الهدامة والقتل والتهجير، ويستمرون بتضليل العالم عن دورهم الإنساني المزعوم، مثلما يستمرون في نسف الحل السياسي أياً كانت محطته، ولذلك نراهم يتهربون من الجلوس إلى طاولة الحوار في سوتشي وآستنة وغيرهما ويضعون العراقيل أمام أي بارقة أمل تؤدي إلى الحل.
ولا يكاد تحالف أميركا الدولي يرتكب مجزرة في إحدى قرى ريف دير الزور بحجة محاربة داعش المتطرف حتى نسمع بقصف طائراته لقرية أخرى من دون أن يستنفر مجلس الأمن الدولي للدفاع عن حقوق الإنسان ومن دون أن تنبس منظمات الأمم المتحدة ببنت شفة، لأن واشنطن بنظرهم ربما تريد جلب الحرية والديمقراطية للسوريين كما تزعم!.
ولا يكاد مجلس حقوق الإنسان يفرغ من جلسة للحديث عن هذه الحقوق حتى يدعو لجلسة أخرى من دون أن يرى جرائم أميركا راعية حقوق الإنسان المزعومة في العالم والحريصة كل الحرص عليها بالحبر والكلام أمام المنظمات الدولية والمنتهكة لها على أرض الواقع.
يسعى أطراف العدوان على سورية بكل ثقلهم لإدانة الدولة السورية بمناسبة وغير مناسبة بدعوى قتل المدنيين بذرائع كاذبة مثل استخدام السلاح الكيميائي، ويتناسون ومعهم الأمم المتحدة وأجهزتها جرائمهم الوحشية بحق المدنيين الأبرياء وجرائم المرتزقة والإرهابيين الذين يقدمون الحماية والدعم والرعاية لهم، وما جرى في حلب منذ أيام والعدوان الإرهابي عليها بالغازات السامة وصمتهم على ذلك خير شاهد.
وليس هذا فحسب بل ويسوّقون لكذبتهم حول الكيماوي بهدف استمرار التنظيمات الإرهابية المنضوية تحت العباءة التركية والأميركية بعرقلة اتفاق سوتشي، ولعل قراءة سريعة وعاجلة لما يحصل بالشمال السوري بشكل عام وما يجري في محافظة إدلب وتحديداً داخل حدود منطقة اتفاق سوتشي يؤكد بأن مخططاتهم الشيطانية المشبوهة تهدف إلى تعطيل الاتفاق المذكور والحيلولة دون تطبيقه، وتأزيم المشكلة القائمة والحفاظ على إرهابييهم من الهزيمة المحتومة على أيدي الجيش العربي السوري الذي قرر تطهير كل التراب السوري من رجس الإرهاب.
كتب أحمد حمادة
التاريخ: الخميس 29-11-2018
رقم العدد : 16848