منذ أن رأى اتفاق سوتشي النور أدرك المراقبون أن النظام التركي سيحاول التهرب من استحقاقاته كعادته، مرة بممارسة سياسة المراوغة التي اعتاد عليها أثناء تنفيذ ما يطلب منه، ومرة بتحميل ما يسميهم المسلحين الخارجين عن سلطته، المسؤولية مع أنه الحامي والضامن لهم.
ومرة ثالثة بتظاهره بتنفيذ تفاصيل الاتفاق والترويج لذلك عبر الأكاذيب، في الوقت الذي كان يتستر على وجود السلاح الثقيل في المنطقة منزوعة السلاح التي اتفق عليها، ناهيك عن تزويد الإرهابيين بالأسلحة المضادة للطائرات والأسلحة الخفيفة والثقيلة من أجل اعتدائهم على المدنيين والجيش العربي السوري والاستعداد لخوض مغامرات جديدة.
لكن ورغم مراوغات هذا النظام المكشوفة فقد عرف القاصي والداني أن تعطيل الاتفاق كان بسبب هذه السياسات العدوانية الداعمة للتنظيمات الإرهابية فضلاً عن الحضور غير الشرعي للقوات الأميركية في الشمال السوري والجماعات المنضوية تحت عباءتها كقسد وداعش المتطرفين.
وصحيح أن المحادثات التي جرت في العاصمة الكازاخية على مدى اليومين الماضيين منحت هذا النظام ومعه رعاة الإرهاب فرصة جديدة لتنفيذ التزاماتهم حول إدلب من ناحية ومكافحة الإرهاب من ناحية أخرى، لكن الواضح أنهم لن يلتزموا بشيء وسيتنصلون من سوتشي وغيره لخدمة أجنداتهم المشبوهة.
والدليل أن التنظيمات الإرهابية التابعة لهم صعدت من إرهابها ضد المدنيين في الشمال السوري وقصفت حلب بالغازات السامة قبل التوجه للعاصمة الكازاخية في رسالة منها ومن مشغليها بأنهم غير معنيين لا بمحادثات استنة ولا باتفاق سوتشي ولا غيرهما.
أحمد حمادة
التاريخ: الجمعة 30-11-2018
الرقم: 16849