خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق هو أحد السيناريوهات الأساسية التي يتم تداولها بشكل منتظم, وفي وقت تبدو تداعيات هذا السيناريو صعبة التكهن, نشرت الحكومة البريطانية وفق تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية, عشرات المذكرات التقنية لتحضير الشعب البريطاني لهذا «الاحتمال المرعب» الذي تخشاه الأوساط الاقتصادية في البلاد.
وأوضحت الوكالة أن أحد التداعيات الأولى التي سيشعر بها المستهلكون البريطانيون والأوروبيون تتعلق بخدمة التجوال, أي إمكانية استخدام شبكة الهاتف المحمول الأجنبية أثناء السفر, حيث ستفرض على هذه الخدمة المجانية حالياً للمستهلكين ضمن الاتحاد الأوروبي رسوم في حال غياب الاتفاق بالنسبة للمسافرين الذي يتجاوزون بحر المانش أو الحدود الأيرلندية.
وكذلك بالنسبة للدفع ببطاقات الائتمان التي يتوقع أن تزيد تكلفته, في حين ستصبح المعاملات المصرفية أبطأ بحسب لندن, إذ لم يعد في إمكان الزبائن المقيمين في دول الاتحاد الأوروبي الإفادة من الخدمات المالية لمصارف الاستثمار التي تتخذ من بريطانيا مقراً.
الخروج من دون الاتفاق قد يؤدي أيضاً إلى فوضى حقيقية في المطارات ليس فقط في المملكة المتحدة لكن في خارجها أيضاً, وقد تخسر شركات الطيران البريطانية والأوروبية حق تشغيل الرحلات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ما قد يؤدي إلى شل الحركة الجوية.
وتعتزم لندن منح شركات الطيران أذوناً كي تتمكن من مواصلة العمل بشكل طبيعي وتنتظر من دول الاتحاد الأوروبي أن تفعل الأمر نفسه لكنها تتوقع رغم كل شيء اضطرابات في بعض الرحلات, كما أن خدمة قطار / يوروستار/ قد تشهد أيضاً صعوبات, لأن تراخيص الشركات المشغلة لسكك الحديد البريطانية في أوروبا لن تبقى صالحة.
وسيتعين على آلاف الشركات التي تستورد أو تصدر من وإلى المملكة المتحدة أن تتعلم ملء تصاريح جمركية جديدة وأن تأخذ بالاعتبار أنها ستخضع لرسوم ضريبية جديدة, فيما أعلنت لندن نيتها العمل مع قطاع الصناعة لتقليص التأخير والأعباء الإضافية على التجارة الشرعية.
أما في مجال الأدوية, فإن بريطانيا ستغادر الوكالة الأوروبية للأدوية, لكنها ستواصل الاعتراف باختبارات وشهادات الاتحاد الأوروبي لتجنب الحاجة إلى إعادة الاختبار وتعطيل الإمدادات.
وقد يخسر السكان وفق الحكومة البريطانية الحصول على بعض خدمات البث مثل / نتفليكس / و/ سبوتيفاي / ما أن تخرج البلاد من السوق الرقمية الموحدة.
كما سيواجه المستهلكون زيادة محتملة أخرى في التكلفة عند التسوق عبر الإنترنت, لأن الطرود التي تصل إلى بريطانيا لن تكون بعد الآن خاضعة لتخفيض ضريبة القيمة المضافة المعمول به حالياً.
وحذرت الحكومة البريطانية من أن رخصة القيادة البريطانية قد لا تعود صالحة في الاتحاد الأوروبي, وقد يحتاج السياح إلى استصدار إجازة سوق دولية لدى التوجه إلى هناك.
وفي السياق حذرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في مقابلة نشرت أمس من أن بريطانيا ستواجه آفاقاً مجهولة إذا لم يوافق المشرعون على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي توصلت إليه مع بروكسل.
وقالت ماي لصحيفة ديلي ميل: عندما أقول إنه اذا لم تنفذ هذه الاتفاقية فسنكون حقاً في آفاق مجهولة, أتمنى أن يفهم الناس أن هذا بصدق ما أعتقد وأخاف أن يحدث.
وتابعت أن هذا سيعني حالة خطيرة من عدم اليقين للأمة مع وجود خطر حقيقي للغاية بعدم الخروج من الاتحاد الأوروبي أو ترك الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق.
وتواجه ماي ثورة من المشرعين داخل حزبها «المحافظين»، ويبدو من غير المحتمل أنها ستحصل على عدد الأصوات الكافية لتمرير الاتفاق عندما يصوت البرلمان غداً الثلاثاء.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأثنين 10-12-2018
رقم العدد : 16856