الثالوث النووي الروسي يتعزز .. ونأمل أن يعيد أصحاب الخطاب العدائي التفكير بوتين: سنقدم جميع أنواع الدعم إلى سورية.. ويجب القضاء على ما تبقى من جيوب إرهابية
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تصميم موسكو على مواصلة الحرب ضد الإرهاب في سورية، وتقديم جميع أنواع الدعم لسورية في هذا السبيل، مشيرا إلى أنه تم تحرير معظم الأراضي السورية من الإرهاب وأن هناك جيوبا إرهابية يجب القضاء عليها.
وقال بوتين أثناء اجتماع موسع عقده أمس في مقر وزارة الدفاع الروسية لبحث نتائج العام المنتهي أن الأوضاع في سورية تستقر تدريجيا بعد القضاء على القسم الأساسي للإرهابيين، لكن أولئك الإرهابيين لا زالوا يحاولون التكشير عن أنيابهم.
وفي تقييمه لنتائج العام المنتهي أكد الرئيس الروسي أن تطوير جميع أنواع القوات المسلحة الروسية وتزويدها بأحدث أنواع الأسلحة والعتاد جرى في عام 2018 بشكل متوازن وفقا للخطط المطروحة، مضيفا أن الأولوية في العام المقبل ستكون لتعزيز القوات النووية الاستراتيجية وبدء تشغيل المنظومات الصاروخية المتطورة القادرة على التصدي لأحدث أنواع المضادات للصواريخ.
وفي هذا الخصوص أشار الرئيس بوتين إلى منظومة «أفانغارد» الصاروخية التي من المقرر أن يبدأ إنتاجها التسلسلي وإمداد الجيش الروسي بها قريبا.
كما أشار بوتين إلى تعزيز «الثالوث النووي» الروسي «الطيران والصواريخ والغواصات الحاملة للأسلحة النووية الاستراتيجية» في العام الجاري، موضحا أن حصة الأسلحة الحديثة فيها بلغت 82%.
وأكد الرئيس الروسي أن موسكو أحرزت إنجازات ملحوظة في إنتاج الأسلحة المتطورة، قائلا إن هذه الأسلحة ستزيد أضعافا قدرات القوات المسلحة الروسية، مما سيضمن أمن البلاد للعقود المقبلة وسيعزز توازن القوى، وبالتالي الاستقرار في العالم.
وتابع: آمل أن منظوماتنا الجديدة تجعل هؤلاء الذين اعتادوا على الخطاب العدائي والحربي يفكرون.
كما حذر الرئيس بوتين من العواقب الوخيمة التي قد تتمخض عن انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى المبرمة عام 1987، وقال إن نية الولايات المتحدة الخروج من المعاهدة تستدعي قلقا ملموسا لدى موسكو، مضيفا: هذه الخطوة ستجلب أخطر التداعيات وستضعف الأمن الإقليمي والدولي، وبالفعل قد يدور الحديث مستقبلا عن تردي، أو حتى انهيار هيكلية الرقابة على التسلح وحظر انتشار أسلحة الدمار الشامل.
ورفض الرئيس الروسي ما وجهته واشنطن إلى موسكو من اتهامات بخرق بنود المعاهدة، مشددا على أن الولايات المتحدة هي من ينتهك المعاهدة عن طريق نشر منظومات «إيجيس» في رومانيا وخططها لنشر هذه الصواريخ في بولندا.
وحذر بوتين من أن انسحاب واشنطن من المعاهدة لن يبقى من دون رد مناسب، مجددا تأكيده أن موسكو في هذه الحالة ستضطر إلى اتخاذ إجراءات إضافية تعزز أمنها.
وأوضح بوتين أن المعاهدة تطال فقط الصواريخ ذات المرابطة الأرضية، مضيفا أن موسكو تملك مثل هذه الصواريخ ذات مرابطة بحرية وجوية، ولم يصعب عليها بدء إنتاج صواريخ أرضية مماثلة.
وأشار بوتين إلى أن روسيا مستعدة للحوار مع واشنطن حول معاهدة الصواريخ وأي اقتراحات تساعد في تعزيز الأمن والاستقرار موضحا أن هذا ليس لمصلحة روسيا فقط وإنما الولايات المتحدة والعالم أجمعه.
من جانبه أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو استكمال انسحاب الجزء الأساسي من القوات الروسية المشاركة بمحاربة الإرهاب في سورية.
وذكر شويغو في اجتماع لهيئة قيادات وزارة الدفاع بحضور الرئيس فلاديمير بوتين أن موسكو استكملت عملية تقليص وجودها العسكري في سورية حتى المستوى الكافي لتنفيذ العمليات وذلك بعد استعادة الجيش العربي السوري السيطرة على معظم أراضي البلاد.
وأشار شويغو إلى أن القوات الروسية التي تم سحبها من سورية لا تنتمي إلى قاعدتي حميميم وطرطوس، مبينا أن سلاح الجو الروسي خفض وتيرة عملياته القتالية في البلاد والتي كانت تتراوح بين 100 و120 تحليقا في اليوم إلى 2 أو 4 عمليات أسبوعيا وأغلبها استطلاعية لجمع معلومات استخباراتية.
وتشارك القوات الجوية الروسية منذ أيلول عام 2015 بناء على طلب من الجمهورية العربية السورية في دعم جهود الجيش العربي السوري في حربه على التنظيمات الإرهابية.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأربعاء 19-12-2018
رقم العدد : 16864