مع نفاد الوقت يبدو أن فرضية بريكست بدون اتفاق والتي تتخوف منها أوساط الأعمال بدأت تأخذ بعداً متزايداً , بينما تتراكم الضغوط على رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي تواجه صعوبات في إقناع النواب باتفاق الانفصال الذي توصلت إليه مع بروكسل الشهر الماضي , وتسعى عبر الحكومة إلى تسريع التحضيرات الخاصة بالخروج من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق ، وهو ما يعكس انعدام الثقة في قدرتها على تمرير اتفاقها في البرلمان أو الحصول على تنازلات من الاتحاد الأوروبي , وسط تعالي الأصوات المطالبة باستفتاءٍ ثانٍ والتهديد بسحب الثقة من الحكومة لدى المعارضة وكذلك «المحافظين».
إلى ذلك جمعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس وزراءها الأساسيين لتسريع التحضيرات تحسباً لاحتمال خروج لندن من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق وذلك قبل مئة يوم من موعد بريكست المقرر في 29 آذار2019.
وأعلنت ماي الاثنين أمام مجلس العموم أن الحكومة ستناقش المرحلة المقبلة للتأكد من الاستعداد لاحتمال عدم الاتفاق.
وقد ارجأت ماي في اللحظة الاخيرة تصويتاً على نص الاتفاق كان مرتقباً في 11 كانون الأول في مواجهة خطر أن يرفضه البرلمانيون البريطانيون المؤيدون لبريكست بدون تنازلات وكذلك هؤلاء الراغبين في البقاء داخل الاتحاد الأوروبي.
من جهته قدم زعيم حزب العمال البريطاني المعارض طلباً للتصويت على حجب الثقة عن رئيسة الوزراء تيريزا ماي بسبب تأجيل التصويت على الصفقة حول بريكست.
واعتبر كوربين قرار رئيسة الوزراء البريطانية تأجيل التصويت على الصفقة غير مقبول ، مضيفاً أن حجب الثقة هو الطريقة الوحيدة لإجراء التصويت على الصفقة حول بريكست هذا الأسبوع.
وفي رد فعلها على تصريحات كوربين ، غادرت تيريزا ماي قاعة الجلسات بمجلس العموم البريطاني دون تعليق.
وأكد مصدر في الحكومة البريطانية كما نقلت عنه وكالة الانباء البريطانية «برس أسوسيايشن» أن الحكومة لا تريد منح الوقت لهذه الضربة الدعائية. ورأى وزيرالإسكان في حكومة الظل العمالية جون هايلي في حديث مع إذاعة (بي بي سي4) أن السؤال هو معرفة متى وليس إن كنا سنسقط الحكومة بتصويت سحب الثقة.
كما أعلن النائب المناهض للاتحاد الأوروبي جاكوب ريس موغ الذي كان وراء تصويت حجب الثقة الذي أجراه المحافظون ونجت منه ماي لإذاعة (بي بي سي 4) أنه سيدعم دائماً الحكومة المحافظة.
وفي ظل هذه الانقسامات تعلو مزيد من الأصوات المطالبة باستفتاءٍ ثانٍ ، ودعمت حوالى 50 شخصيةً من رجال الأعمال ذلك الحل أمس في صحيفة « دايلي تلغراف « البريطانية.
ولكن تيريزا ماي ترفض هذه الفكرة , وترى أنها بمثابة خيانة للشعب البريطاني الذي صوت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي بنسبة 52% في حزيران 2016.
وهناك حل ثالث يدعو إليه عدد من الوزراء وهو منح البرلمان إمكانية التصويت على عدة خيارات محتملة بشأن بريكست ، من الحفاظ على علاقة محدودة مع الاتحاد وصولاً إلى الخروج بدون اتفاق , لكن متحدثاً باسم ماي أعلن أن هذا الحل غير مطروح.
وكالات- الثورة
التاريخ: الأربعاء 19-12-2018
رقم العدد : 16864