واشنطن تتحدث عن نيتها خفض قواتها في أفغانستان.. البنتاغون يضع الصين في مرمى عدائيته.. وبكين ترد: سندافع عن استراتيجيتنا العسكرية
لا تزال الولايات المتحدة تنظر لنفسها كشرطي دولي، وهو ما يستحوذ على جوهر عقلها المركزي، لكونها ترى في كل دول العالم أعداء، ولابد من وضع حد لهم، وتمضي بخذلان الأصدقاء والحلفاء قبل الأتباع، غير آبهة بما يترتب على ذلك، سواء أكان بالتصريحات أم بالأفعال.
وزير الحرب الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان بدأ يومه الأول في اجتماع بالبنتاغون بالتأكيد أمام موظفي وزارة الحرب بأنه يعتبر الصين أولوية رئيسية، وطلب من كبار موظفي الوزارة التركيز على استراتيجية الدفاع القومي، التي تركز على مرحلة جديدة من المنافسة مع القوى العظمى ضد روسيا والصين.
وقال مسؤول في وزارة الحرب فيما ينصب تركيزنا على العمليات المستمرة أبلغ الوزير بالإنابة شاناهان الفريق بأن يتذكروا الصين ثم الصين ثم الصين.
وكتب شاناهان في رسالة بمناسبة العام الجديد على تويتر في 2019 تبقى استراتيجية الدفاع القومي مرشدنا، وتبقى القوة العسكرية لأميركا تركيزنا.
بدوره قال المسؤول في الوزارة إن من المفترض أن يحضر شاناهان في وقت لاحق اجتماعا حكوميا مع ترامب، هو الأول للرئيس في العام الجديد.
ولا يعرف الكثير عن شاناهان خارج القطاع الخاص ودوائر واشنطن، ويتولى هذا المنصب المهم في فترة تشهد تغيرات كبيرة وقرارات متعلقة بالسياسة الخارجية لا يمكن توقعها في عهد ترامب، ولم يلتحق شاناهان بالجيش لكنه تولى منذ تموز 2017 منصب نائب وزير الحرب، وقبل ذلك أمضى أكثر من 30 عاما في بوينغ، وشاناهان تولى الوزارة في الأول من كانون الثاني بعد استقالة جيمس ماتيس بسبب خلافات عميقة مع ترامب.
ورداً على التصريح الأميركي المتغطرس علّق الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية «لو كان» على تصريح شاناهان، وقال : إن بلاده والولايات المتحدة كدولتين كبيرتين تتمتعان بنفوذ كبير في العالم، وطبيعة علاقاتهما تستند إلى ماهية الأهداف التي يسعى كل منهما لتحقيقها، وأضاف: لقد لفتت نظري الأنباء حول هذا التصريح، وأعتقد أنه يجب على الجانب الأمريكي أن يوضح ما إذا كان شاناهان قد أدلى فعلا بهذه التصريحات.
وأكد «لو كان» أن الجانب الصيني التزم دائما بالطابع الدفاعي لاستراتيجيته العسكرية وعلق آمالا كبيرة على تطوير التعاون الدفاعي مع الدول الأخرى بما فيها الولايات المتحدة، وتابع: نحن ندرك أن هذا مفيد ومريح للثقة المتبادلة وتعزيز العلاقات الثنائية والاستقرار في جميع أنحاء العالم.
وقال: إن القوات المسلحة الصينية حافظت في الفترة الأخيرة على اتصالات معتادة بل وحتى جيدة مع الجيش الأمريكي، وأضاف: خلال هذه الاتصالات يتلقى الجانب الصيني من الولايات المتحدة تأكيدات واضحة، بأن الجانب الأمريكي أيضا يولي اهتماما كبيرا للعلاقات بين القوات المسلحة للبلدين ويأمل في أن تصبح هذه العلاقات عامل استقرار بينهما.
بموازاة ذلك كشف مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أن البنتاغون يعتزم خفض وجوده العسكري في أفغانستان إلى النصف، إلا أنه سيبقي على مجموعة من القوات الخاصة لشن غارات ضد طالبان وداعش حسب زعمه.
وحسب وسائل إعلام أمريكية، يعتزم الجنرال الأمريكي أوستن سكوت ميلر قائد بعثة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، سحب حوالي 7 آلاف جندي من أفغانستان خلال عام، والإبقاء على القوات الخاصة هناك لضرب الإرهابيين من طالبان وداعش حسب ادعائه.
وقال ممثل مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض غاريت ماركس، إن ترامب لم يتخذ قرار تقليص الوجود العسكري أو سحب القوات من أفغانستان ولم يصدر هذا الأمر إلى وزارة الدفاع.
وأفادت صحيفة وول ستريت جورنال في وقت سابق بأن الإدارة الأمريكية تدرس إمكانية تخفيض تواجدها العسكري في أفغانستان، حيث يقوم العسكريون الأمريكيون بأطول عملية عسكرية لهم هناك، منذ عام 2001.
من جهتها ذكرت شبكة سي إن إن الأمريكية نقلا عن مصدر في البيت الأبيض أن عدد العسكريين الأمريكيين في أفغانستان سيخفض بنحو النصف إلى 7000 جندي، إلا أن ممثل مجلس الأمن الوطني للبيت الأبيض، غاريت ماركس، أعلن في نهاية شهر كانون الاول الماضي أن الرئيس دونالد ترامب لم يتخذ قرارا حول تخفيض الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان أو انسحاب القوات الأمريكية من هناك.
التاريخ: الجمعة 4-1-2019
الرقم: 16876