اعتقال قيادي بارز في «السترات الصفراء».. ومستشار ماكرون يستقيل.. الحكومة الفرنسية تتوجس من تصاعد الغضب الشعبي.. وشرطتها تتأهب
لا تزال حركة «السترات الصفراء» تقض مضجع الحكومة الفرنسية تخوفاً من تزايد حدة الغضب الشعبي، وإعادة تفعيل الاحتجاجات بعد أن انخفضت وتيرتها خلال الأسبوعين الماضيين، حيث الشرطة الفرنسية في حالة تأهب دائمة لمواجهة أي طارئ،
وتستبق الأحداث المحتملة بعمليات اعتقال طالت أبرز قياديي «السترات الصفراء»، ليعلن مسؤول الشؤون الإعلامية الخاص بالرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أنه سيستقيل من منصبه في مؤشر على أن السياسة الإصلاحية القاسية لماكرون، وموجة الفضائح السياسية واحتجاجات الشوارع بدأت تمس دائرته المقربة بعد عام ونصف العام فقط من توليه الرئاسة.
في التفاصيل، وفي سياق محاولاتها المستمرة لقمع هذه الاحتجاجات اعتقلت الشرطة الفرنسية إريك درويه أحد قادة حركة «السترات الصفراء» خلال توجهه للمشاركة في التظاهرة التي دعا إليها عبر صفحته على موقع فيسبوك وسط باريس.
وزعمت النيابة العامة الفرنسية أن درويه ملاحق قضائيا بتهمة «حمل السلاح» في تظاهرة سابقة، وتم توقيفه الشهر الماضي بعد العثور بحوزته على هراوة خشبية في إحدى التظاهرات.
وأثار زجّ العشرات من عناصر شرطة مكافحة الشغب به في سيارة للشرطة ردود أفعال متباينة، وكتب الزعيم اليساري جان لوك ميلانشون المنتقد اللاذع لماكرون على تويتر: مرة أخرى يتم اعتقال اريك درويه. لماذا؟ استغلال للسلطة، شرطة مسيّسة تستهدف وتضايق قادة حركة «السترات الصفراء».
يشار إلى أن درويه، سائق شاحنة يظهر على التلفزيون كمتحدث باسم «السترات الصفراء»، ودعا إلى التظاهر عبر تسجيل فيديو نشره على فيسبوك، وهو ما اعتبرته السلطات «تنظيم فعالية احتجاجية من دون تصريح رسمي».
بالتوازي أعلن مسؤول الشؤون الإعلامية الخاص بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن نيته الاستقالة من منصبه على خلفية السياسية الإصلاحية القاسية للرئيس الفرنسي.
وقال سيلفان فور لوكالة «فرانس برس» أمس: بعد عامين ونصف العام من العمل الدؤوب في خدمة المرشح وبعد ذلك الرئيس، آمل أن أتابع مشروعاتي المهنية والشخصية الأخرى وقبل كل شيء أخصص المزيد من الوقت لأسرتي.
وقد كشف وزراء في الحكومة عن أن فور الذي صاغ رسائل حملة ماكرون الانتخابية وكتب بعضا من أهم الكلمات التي ألقاها، سيترك قصر الإليزيه.
وقال مساعدو ماكرون في حوارات خاصة إن وتيرة الإصلاحات والنشاط المفرط للرئيس وزياراته الخارجية الكثيرة من ضمن الأسباب التي بدأت تؤثر حتى في أكثر مخلصيه.
ويأتي إعلان استقالة فور بعد رحيل المستشار السياسي لماكرون في نهاية العام الماضي ليقود الحملة الانتخابية للحزب الحاكم في البرلمان الأوروبي. وسرت شائعات في الإعلام الفرنسي بأن مستشارين آخرين مقربين من الرئيس ربما يستعدون أيضا للرحيل.
وفي كلمة ألقاها بمناسبة العام الجديد تعهد ماكرون بالمضي قدماً في تنفيذ خطط الإصلاح الاقتصادي، وقال: في الأعوام القليلة الماضية انخرطنا في إنكار صارخ للواقع، لا يمكننا أن نعمل أقل ونكسب أكثر، لا يمكن خفض الضرائب وزيادة الإنفاق.
يذكر أن محتجي السترات الصفراء يواصلون حراكهم الذي دخل أسبوعه الثامن على التوالي حيث شهدت باريس يوم السبت الماضي تجمع مئات المحتجين الذين واجهتهم الشرطة بحملات القمع والتفريق ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات واعتقال 57 شخصا على الأقل كما خرج المحتجون فى مدينة مرسيليا وهم يحملون بالونات صفراء وجرت بالتوازي مع ذلك تجمعات احتجاجية فى مدن بوردو وتولوز وليون وغيرها.
التاريخ: الجمعة 4-1-2019
الرقم: 16876