رحل عام 2018 بكل ما فيه من أحزان وأفراح..إنجازات وإحباطات ..من خسائر وأرباح ،صفحة أخرى من صفحات العمر طويناها ،وودعنا بسلام وأمن وأمان وطمأنينة عاماً مضى لنستقبل عاما آخر لا علم لنا بمفاجآته وما يحمله لنا من مواقف وأحداث وضربات قدرية ،
ولكن نعرف تماما كيف نلون مساحاته البيضاء بالحب والتفاؤل لتتسع بالتسامح والوعي بكل أنواعه ..نقدر استثمار أيامه ولياليه بالمفيد والممتع…وبما يخدم آمالنا وطموحنا .
أدارت سنة 2018ظهرها علينا ..معلنة براءتها من أحزاننا وآلامنا وأوجاعنا وهمومنا ،تضعنا على محك سنة 2019التي استقبلناه بنفس حفاوة سنوات مضت ،بحفلات الصخب ..وموائد مالذ وطاب ومزيد من الأمل والتفاؤل وكم من الأحلام والأماني ،ويمر الوقت ولا نشعر إلا ونحن على مشارفها لتدور الأماني والأحلام مرة أخرى ،ويتصدر الروتين والملل والتأفف أسباب فشل أسري ومهني وحياتي إضافة إلى ظروف معيشية صعبة تنال من أجسادنا وأرواحنا ..تعكر صفو أذهاننا..
وفي دوامة الحاجة وثقل الهموم يلجأ البعض إلى ضربات الحظ لعل وعسى تتغير الأحوال وتتبدل المشاعر ،يتمسكون به عذراً كي يبرروا أخطاءهم وفشلهم في تحقيق أمنياتهم ،مخدوعين بالحظ وهو في الحقيقة ليس رمية زهر ولا دولاب يدور
إنما محاولات عديدة نقوم بها للنهوض من تحت ركام الألم والوجع وأكوام من الهموم المعيشية ،محاولات نسعى فيها لإرضاء ذاتنا ، قبل تحقيق طموحاتنا ،نقوم بهذه المحاولات بيقين الثقة بقدراتنا ،ولنا في صمودنا وصبرنا خلال الحرب الكونية على بلدي وأبشع حصار اقتصادي تعرضت له ،أكبر دليل على امتلاكنا لهذه القدرات التي أيقظها عدوان جاهل حاقد طامع ،نملك العزيمة والإرادة ومنها الثبات والاستمرارية .
تذوق السوريون طعم هذه القدرات . بانجازات نصر أهمها مهرجانات ومعارض ترفيهية وثقافية وتربوية ويخطئ من يعتقد أنها فقط للتسلية والتسوق والترفيه والسياحة ،لقد كانت رسالة واضحة للعالم بأن الشعب السوري عنوان الحب والحياة والعلم ،صنع من ثقافة الموت حياة ومن رحم الألم استخلص الأمل ومن الحاجة اختراع وإبداع.
بانوراما 2018حفلت بأفراح نصر استثنائي فاحت روائح عطره وختامها مسك منبج ،ربما يخطئ علم الفلك والأبراج بقراءة العام الحالي من حيث العمار والبناء ولكن من غير الممكن أن تسير عجلة التاريخ للوراء وعلى ثقة أن صناعة المستقبل بحاجة إلى تعزيز الكفاءات والقدرات والعمل الدؤوب والتخطيط السليم والشراكة بالتفاعل والعطاء من قبل جميع فئات المجتمع للتغلب على المصاعب والتحديات ،وهو ما يفرضه علينا الواجب الوطني والمسيرة التاريخية.أمامنا مزيد من الوقت ومازال عشق الوطن يمدنا بإرادة وعزيمة لا تعرف المستحيل ..قادرون على توضيب البيت السوري ..وعلى إعادة الإعمار ، وبناء متين منافس .
رويده سليمان
التاريخ: الأحد 6-1-2019
الرقم: 16877