يعود اليوم أبناؤنا التلاميذ الى مقاعد الدراسة والعلم والاجتهاد ليبدؤوا فصلاً دراسيا جديدا ورحلة شاقة مع الجد والنشاط والتفوق، في ظل الانزياح الكبير لكابوس الإرهاب الذي كان يجثم على صدر الوطن بأكمله بعد أن قضى أبطال وبواسل الجيش العربي السوري على معظم وحوش الإرهاب.
ويعاني معظم التلاميذ من عدم تقبل المدرسة في الأيام الأولى وهذا نتيجة الانقطاع عن المدرسة خلال أيام العطلة الانتصافية رغم قصرها الشديد، وهذا أمر طبيعي يجب أن يتم التعامل معه بكل إيجابية خصوصا من قبل الكادر التدريسي من خلال استقبال التلاميذ بشكل جيد وبمزيد من الفرح والابتسامات وليس بالعصبية والصراخ والصخب والتهديد والوعيد، لأن ذلك سوف يؤدي الى تكريس حالة الإحباط والوجوم التي ستترك آثارها ومفاعيلها على التلميذ خلال الفصل الدراسي الثاني.
كما يعتري بعض التلاميذ حالة من الفوضى وعدم الانتظام في مواعيد الدراسة والنوم والاستيقاظ وهذا يرتبط بالساعة البيولوجية للتلميذ وهذا الامر يحتاج الى عدة أيام حتى يعود الى سابق عهده، وهو بالتالي مسؤولية الاهل الذين يتوجب عليهم إعادة ضبط وتنظيم سلوك أبنائهم حتى يكونوا مستعدين للذهاب الى المدرسة، والاهم حتى يكونوا مستعدين لاستقبال المعلومات وكتابة الواجبات والدرس والحفظ.
تضافر الجهود بين الاهل والمدرسة هو الطريق الصحيحة لعودة حميدة لتلاميذنا الى مدارسهم من أجل أن يخوضوا غمار تحد جديد على طريق العلم والنجاح والتفوق، وهذا يوجب على كل طرف تحمل مسؤولياته (المدرسة والاهل) وعدم إلقاء اللوم على الطرف الاخر، لأن التكاملية في العمل أحد اساسيات النجاح والتغلب على كل الصعوبات والمعوقات.
فردوس دياب
التاريخ: الأحد 6-1-2019
الرقم: 16877