الملحق الثقافي:
لم تخرج إصدارات الكتب لاتحاد الكتاب العرب في العام 2018 عن ظاهرة استحواذ الحرب على سورية على عناوين ومضامين العناوين الجديدة سواء في الأدب أو البحث الأدبي والفكري.
وعبر 42 كتاباً قدمها اتحاد الكتاب لقرائه في بحر العام المنصرم بأشكال متنوعة ظهر تيار قوي لكتب الفكر السياسي على حساب الشعر والقصة والرواية، وهو توجه دأب عليه الاتحاد منذ بدء الحرب على سورية بتقديم عناوين تعنى بدراسة هذه الحرب منهجياً عبر كتاب سوريين وعرب وأجانب.
من هذه الإصدارات «تجليات الحرب على سورية» للباحث للدكتور شاهر الشاهر، وهو عبارة عن بحث فكري يكشف تداعيات استهداف سورية لمقاومتها المخططات العدوانية المعدة خدمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي مع غوص في أسباب وأهداف هذه الحرب والأثر الجيوبوليتيكي لموقع سورية وما تختزنه من ثروات.
كما صدر خلال هذا العام كتاب «قضايا عربية معاصرة» للباحث محمد راتب الحلاق، ويطرح مواضيع فكرية ونقدية كبرى تعنى بالخطاب النقدي العربي الحديث والمعاصر، وفتنة الحداثة، سلطان التراث وسيكولوجية الإعلام، والتنمية الديمقراطية والأمن الثقافي العربي وغيرها.
وتابع الاتحاد ترجمة كتب لباحثين أجانب تناولت الحرب على سورية، فصدر للباحثة الفرنسية هيغيت بيرول «كتاب سورية قدر وتاريخ» احتوى مجموعة من الوثائق والمعلومات حول دور سورية الحضاري والتاريخي وتصديها تاريخياً لمحاولات السيطرة على الشرق.
وخصص الاتحاد في كتبه لهذا العام كتاباً يتناول الصهيونية، فأصدر للباحث الفلسطيني الدكتور إبراهيم عبد الكريم كتاب «سردية مسادا ومكانتها في التعبئة الصهيونية» مستعيداً أسطورة مسادا والتوظيف الصهيوني لها في إطار التنشئة والدعاية السياسية والتضليل.
أما على صعيد الأدب فتعرفنا عبر إصدارات الاتحاد على أحد كبار كتاب الأدب اللاتيني المعاصر وهو المكسيكي فرانسيسكو جيمينز من خلال المجموعة القصصية «الدائرة» ترجمة الدكتورة صالحة سنقر، وتضم مجموعة قصص تدور حول طفل مهاجر ارتكزت إلى خبرات الطفولة والنشأة داخل عائلة مهاجرة تعمل في الزراعة والتي تكاد تتطابق مع سيرة المؤلف.
وصدر أيضاً كتاب يحتفي بتجربة الشاعر عبد الكريم الناعم، ويحتوي مقالات لعدد من الكتاب أظهروا فيها المناحي الفنية والإنسانية والأدبية في أدب الشاعر الناعم.
كما أصدر الاتحاد مجموعة قصصية للأديبة جمانة طه بعنوان «أبواب في الركام» وتظهر فيها تداعيات الحرب في ذاكرة ووجدان هذه الأديبة المعروفة.
على حين تنوعت الكتيبات الصادرة مع مجلة الموقف الأدبي بين رصد حركة الشعر المقاوم والأدباء الذين كان لهم دور إيجابي في حركة الثقافة العربية والعالمية وبلغت 12 كتيباً.
وتابع الاتحاد إصدار دورياته المتنوعة من (الفكر السياسي والموقف الأدبي والتراث العربي والآداب الأجنبية والأسبوع الأدبي) رصدت مختلف مجالات الثقافة والفكر في سورية والدول العربية والعالم.
وعلى صعيد النشاط الأدبي والفكري نظم اتحاد الكتاب أكثر من عشرين مهرجاناً أدبياً في دمشق والمحافظات، شارك فيها كوكبة من الشعراء والأدباء مع إتاحة الفرصة لظهور كتاب شباب، إضافة إلى عشر ندوات بمشاركة باحثين سوريين وعرب، عكست تضامن المثقف العربي مع ما تتعرض له سورية.
وفي تصريح لـ سانا قال رئيس اتحاد الكتاب الدكتور نضال الصالح: «قام المثقف السوري في زمن الحرب بأداء دور مهم في الدفاع عن الوطن بعيداً عن الشعارات والتنظير، فقدم جهداً إبداعياً ملموساً استطاع عبره جذب العديد من المثقفين العرب إلى خط الدفاع عن سورية، وكان لزاماً على اتحاد الكتاب رصد هذه الظاهرة ونشرها على أوسع نطاق ممكن على صعيد النشر وتنظيم الفعاليات».