في الشمال السوري.. وتحديداً من المنطقة منزوعة السلاح في ريفي إدلب وحلب، يصفي شركاء التطرف والتكفير المأجور بعضهم بعضاً، يتقاتلون فيما بينهم، والتفاصيل تكمن في جعبة مشغليهم، حتى وإن كانت الحصيلة مئات القتلى والمصابين من كل الأطراف الإرهابية، الأمر الذي لا نستغربه على الإطلاق، فمتى كان للمرتزق المأجور لدى سيده أي قيمة تذكر، فهو أولاً وأخيراً مجرد رقم ينفذ ما يُملى عليه مقابل راتب شهري، يتناسب طرداً والعمل الإجرامي الذي يؤديه على الجبهات السورية.
وعلى طبق من خيبة يقدم الأمريكي والتركي والسعودي والإسرائيلي كل ما في حوزتهم من أجندات، ويلعبون على أوتار الاقتتال بين تنظيماتهم الإرهابية المسلحة، فكل مشغل يعطي تعليماته لإرهابييه على الأرض، ويوعز لأدواته بأن يتقاتلوا مع هذا الفصيل الإرهابي، أو ذاك، محاولاً شد البساط الميداني لناحيته، في سباق خاسر سلفاً مع الزمن، لتحقيق أي إنجاز يمكن رعاة الإرهاب لاحقاً من أن يستعرضوا عضلاتهم على طاولة التسويات السياسية.
على خط الاشتباك الساخن تأتي الإملاءات لإرهابيي جبهة النصرة من بعيد بأن صبوا إرهابكم الأعمى على كل من حولكم، واحرقوا الأخضر واليابس، وهنا لا تهتز قصبة لمعسكر العدوان لأي قطرة دم لطفل سوري تراق خلال الاشتباك الدائر بين بيادق الإرهاب الملتحي في الشمال السوري، وهم من اعتاد التباكي على المسارح الأممية والمنابر الحقوقية.
ورغم أن السوريين قد أذلوا الأمريكي والإسرائيلي في السماء وعلى الأرض، وأعادوهم ومخططاتهم بخفي هزيمة عشرات المرات، وفضحوا المستور العثماني، وفندوا ما يدور في الأدمغة الوهابية، إلا أن داعمي الإرهاب لم ينصتوا جيداً على ما يبدو لعويل أزلامهم على الأرض، ولم يعيروا أي اهتمام لخسائرهم التي تجاوزت المليارات، وإلا ما معنى استمرارهم في تكرار ذات الحيل وإن كان بحلل جديدة، وما جدوى هذا الاقتتال الدائر بين إرهابييهم في حروب التصفيات؟!،
جيشنا المغوار رغم أنف المعتدين سيحرر كل ذرة تراب من براثن الإرهابيين، وسيعيد الأمور الميدانية إلى نصابها، لتفرض سورية من جديد كلمتها على الجميع، فوحدهم السوريون أصحاب الأرض والسيادة والقرار، وكل من جاء إلينا، عابرون، مهزومون في نهاية المطاف، وإلى مزابل التاريخ حيث وصمات العار والخزي متجهون، والحق السوري سيعلو ولن يُعلى عليه، ولمن يشكك فليراجع التاريخ وفصوله.
ريم صالح
التاريخ: الأربعاء 9-1-2019
رقم العدد : 16880