مضى العمر ..السنة وراء الباب ..تعليقات تتردد على ألسنة البعض عند وداع عام واستقبال آخر ،إحساس يؤدي إلى الشعور بالحسرة على وقت ذهب ،زمن مر علينا ليسرق منا ما هو أغلى من الذهب ،إحساس يختلف عند من مروا بالزمن وسيطروا عليه ،صنعوا من مادته الخام ..حياة وحيوية وعطاء ونشاطا وإبداعا وفراغا لصفاء الذهن وإعادة ترتيب الأولويات وشحن القدرات .
هؤلاء لا وقت ضائعا لديهم ولا فاقدا ولا فائض وقت ،فالنشاط يولد نشاطا وعمر الإنسان ما ينتجه ،ما يميزه عن الآخرين ولا تقاس الأعمار بطول السنين وكم أعمار تضيع في عبث ،وليس معنى هذا أن المحافظة على الوقت لا تكون إلا بالعمل فقط والجد الدائم ،فالسرور والضحك واللعب في جزء معقول من الزمن يعود بالنفع وينعكس حبا وتسامحا وتفاؤلا .
في زمن تعددت فيه وسائل الرفاهية وأهمها غزو مواقع التواصل الاجتماعي ، كثرت أسباب ضياع الوقت وهدره ،لتشعر أن ساعات اليوم قد تقلصت وأن الوقت أصبح بلا قيمة ،والحقيقة قيمة الوقت لم تتغير، واليوم أربع وعشرون ساعة يملكها الجميع على اختلاف صفاتهم المهنية وظروفهم المادية ومستواهم الثقافي ومراحلهم العمرية ،والفرق هنا بين هؤلاء الناس يتوقف على استراتيجية كل منهم على إدارته لهذه الساعات ،هل سأل أحدنا نفسه كم هي عدد الساعات التي نهدرها بدون فائدة يوميا ؟
عقارب الساعة تمشي بسرعة وبالأمس احتفلنا ببداية عام جديد ،علينا أن نحرص على استثمار ذهب أيامه ،أن نملأ أوقاته بالجد والعمل ..نزرع الفرح والسرور ليكون كما نحب ونتمنى لأنفسنا وللآخرين عام خير وحب وعطاء وبناء .
رويدة سليمان
التاريخ: الأربعاء 9-1-2019
رقم العدد : 16880