تسعير جبهة الشمال يفضح الأجندات العدوانية لواشنطن والنظام التركي…الجيش يتصدى لاعتداءات إرهابيي أردوغان ويحبط محاولات تسللهم بريفي حماة وإدلب
مع مواصلة التنظيمات الإرهابية المدعومة من قبل نظام أردوغان اعتداءاتها ، ردت وحدات من الجيش العربي السوري على خروقات جديدة لاتفاق المنطقة منزوعة السلاح في إدلب
أقدمت عليها تنظيمات إرهابية حاولت التسلل من محاور عدة باتجاه عدد من النقاط العسكرية والمناطق الآمنة بريف حماة الشمالي موقعة في صفوفها خسائر بالأفراد والعتاد.
وأفاد مراسل سانا في حماة بأن وحدة من الجيش متمركزة في ريف حماة الشمالي لحماية المدنيين في القرى والبلدات الآمنة ردت بالأسلحة المناسبة على مجموعات إرهابية تسللت عبر محور وادي الدورات شرق بلدة اللطامنة «نحو 35 كم شمال غرب حماة» باتجاه نقطة عسكرية في المنطقة ما أدى إلى إيقاع قتلى ومصابين في صفوفها بينما فر الباقون باتجاه أوكارهم وتجمعاتهم شمالا.
وفي ريف حماة الشمالي أيضا نفذت وحدات الجيش ضربات مركزة بسلاح المدفعية على مجموعة إرهابية حاولت التسلل من بلدة مورك «نحو 30 كم شمال مدينة حماة» للاعتداء على إحدى النقاط العسكرية ما أدى إلى القضاء على عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين وتدمير أسلحة وذخائر كانت بحوزتهم.
ولفت المراسل في وقت لاحق مساء أمس إلى أن وحدات الجيش العاملة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي نفذت ضربات مدفعية على مجموعات إرهابية تسللت من محوري قريتي الخوين والزرزور وأوقعت أفرادها بين قتيل ومصاب.
وأوقعت وحدات من الجيش العربي السوري أمس الأول قتلى ومصابين في صفوف مجموعات إرهابية حاولت التسلل من محوري اللطامنة ومعركبة باتجاه عدد من النقاط العسكرية والمناطق الآمنة بريف حماة الشمالي وكبدتها خسائر بالأفراد والعتاد.
وتنتشر في عدد من قرى وبلدات ريف حماة الشمالي وإدلب تنظيمات إرهابية أبرزها «هيئة تحرير الشام» بزعامة جبهة النصرة وما يسمى «كتائب العزة» و«الحزب التركستاني» و«الجبهة الوطنية» وغيرها والتي تضم مرتزقة أجانب تسللوا عبر الحدود التركية وتعتدي على المناطق المجاورة الآمنة وتتسلل نحو نقاط الجيش في خرق متكرر لاتفاق المنطقة منزوعة السلاح بادلب.
من جهة ثانية استشهد 3 أشخاص وأصيب 5 آخرون بجروح جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات تنظيم داعش الإرهابي في ريف حماة الشرقي.
وذكر مصدر في قيادة شرطة حماة لمراسل سانا أن 3 أشخاص بينهم امرأة استشهدوا وأصيب 5 آخرون بانفجار لغم مضاد للدروع من مخلفات إرهابيي داعش قرب تل مراغة بريف حماة الشرقي على الحدود الإدارية مع حلب وتم إسعاف الجرحى إلى مشفى السلمية الوطني لتلقي العلاج اللازم.
وتعمد التنظيمات الإرهابية إلى تفخيخ المنازل وزراعة العبوات الناسفة والألغام في الأراضي الزراعية والقرى والبلدات قبل اندحارها منها وذلك إمعانا منها في جرائمها ضد السوريين وبهدف دب الذعر والخوف في نفوس الأهالي المهجرين لمنعهم من العودة إلى قراهم وبلداتهم التي يحررها الجيش العربي السوري من الإرهاب.
وبالنسبة لما يجري في الشمال والشرق من تصعيد اقتتالي بلغ ذروته بين الأدوات الإرهابية لواشنطن وأنقرة، وما يشهده المشهد الشمالي بالتحديد من خلط للأوراق الإرهابية وفرز وإحراق لبعضها وإعطاء الصدارة الإرهابية لبعضها الآخر حسب مقتضيات المصلحة الأميركية والتركية وما تتطلبه ضرورة المرحلة الأكثر من مفصلية من عمر الإرهاب الذي يعاني آخر سكراته الآن وخاصة أن النهايات الإرهابية على الخريطة السورية لاحت لشريكي الإرهاب الأبرز أمريكا والنظام التركي ، ولاسيما أن غشاوة الوهم التي كثيراً ما حجبت الرؤية الحقيقية عنهما، لما فرضه الواقع والميدان السوري من إنجازات، ودفعت بهما لمناورات عقيمة أزاحتها انجازات الميدان.
وثمة زوبعة تصريحات غوغائية جديدة ومواقف أكثر من هزلية تصدرعن أنقرة وواشنطن يعومانها على سطح الإعلام للإيهام بأن خلافاً حاداً في الأجندات وإستراتيجية الأطماع الاستعمارية لكليهما، فتارة تراوغ امريكا بموضوع انسحابها وتتركه مفتوحاً بلا جدول زمني وتشترط على أنقرة عدم المساس بميليشياتها الانفصالية، وتارة أخرى «يحتد» رئيس النظام التركي ولا يستقبل مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون في إيحاء كاذب أنه يرفض شروط واشنطن، وأن قواته العدوانية ماضية في استكمال خطوات عدوانها الجديد شرق الفرات، وكل ذلك لا يعدو كونه عروضاً مسرحية سخيفة، فالصفقة التركية الأميركية قد أبرمت وتنفذ وفق ما يريده ترامب وأردوغان، فسرعة الاستدارات وفق المصالح نهج ثابت في الايديولوجيا الامريكية كذلك الانقلاب على حلفاء الأمس وحتى نسفهم والرمي بهم الى محرقتهم وارد جداً حسب ظرف ومصلحة امريكا الاستعمارية، اما النظام التركي الذي يلتقي مع شريكته الامريكية على جسر من إرهاب معهود به الوصولية والانتهازية واستغلال الفرص لتحقيق اجنداته العدوانية التوسعية في سورية.
وما يلخصه المشهد الشرقي والشمالي السوري من احداث يزيح الستار عن التواطؤ غير الخفي بين واشنطن ونظام أردوغان لجهة تسعير الجبهات بما يخدم أطماع شريكي الإرهاب، لكن الميدان السوري وحده من يحسم النهايات وإن كانوا هم من رفع ستار البدايات العدوانية واللعب على حبال المخاتلة أميركيا وتركياً.
هذا وقد أنهى الاقتتال الدائر بين إرهابيي «جبهة النصرة» وما تسمى «الجبهة الوطنية للتحرير» أسبوعه الأول، فبعد تمكن إرهابيي «النصرة» من السيطرة على كامل ريف حلب الغربي بدأت جولة جديدة من المعارك بين الطرفين في الريف الجنوبي لإدلب.
مصادر محلية من ريف ادلب الجنوبي أفادت باستقدام تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي تعزيزات عسكرية ضخمة وحشدها على مقربة من مواقع توزع التنظيم الإرهابي المسمى «الجبهة الوطنية» ومجموع الفصائل التكفيرية المتحالفة معها في المنطقة.
وأشارت المصادر إلى أن اشتباكات عنيفة دارت بين إرهابيي «النصرة وفصائل إرهابية تتبع لما تسمى «الجبهة الوطنية» انتهت بسيطرة إرهابيي النصرة على أجزاء من بلدة سفوهن وعلى قرى النقير وعابدين وأرينبة وسطوح الدير والقصابية وكرسعة وعلى منطقة حرش عابدين بالتوازي مع شن إرهابيي «حركة احرار الشام» وما تسمى «الجبهة الوطنية للتحرير» هجوما على مواقع إرهابيي «جبهة النصرة» في بلدة حيش بالريف ذاته.
وبينت المصادر أن عددا من المدنيين بينهم امرأة أصيبوا إثر الاشتباكات بين التنظيمات الإرهابية على محور بلدات حيش وبابيلا والهبيط بريف إدلب الجنوبي.
كما شهدت مناطق الاقتتال بين الإرهابيين عمليات مداهمة للمنازل وترويع للأهالي المدنيين حيث داهم إرهابيو حركة «أحرار الشام» المنازل في قرية الهبيط بريف إدلب الجنوبي للبحث عن «مطلوبين» وخلال عمليات المداهمة تم إطلاق النار العمد من إرهابيي الحركة على امرأة من سكان قرية الهبيط بريف إدلب الجنوبي.
من جهة أخرى عملت التنظيمات الإرهابية المتحاربة فيما بينها على إرغام المدنيين ضمن مناطق سيطرتهم على الخروج بتظاهرات تأييد وتضامن معها في مواجهة الطرف الآخر حيث أفادت المصادر المحلية بأن أهالي بلدة كفرومة أرغموا من إرهابيي /الجبهة الوطنية للتحرير/على إعلان تضامنهم مع الإرهابيين في البلدة لصد إرهابيي جبهة النصرة عن المنطقة، في الوقت الذي يريد فيه سكان هذه المناطق تجنيب قراهم وبلداتهم المعارك ويرفضون وجود أي من التنظيمات الإرهابية المتحاربة فيها جراء الممارسات الإجرامية التي تعرضوا لها ونتيجة لاستشهاد عدد من السكان المدنيين ووقوع عدد من الإصابات خلال أسبوع من الاقتتال الدموي كما في التظاهرة التي خرجت في مدينة معرة النعمان بالريف الجنوبي ايضا ضد ممارسات إرهابيي «جبهة النصرة» التكفيرية في المنطقة بحق المدنيين.
وكانت معارك طاحنة نشبت بين التنظيمات الإرهابية في ريف حلب الغربي منذ سبعة أيام وامتدت لتصل إلى مناطق انتشارها بريف إدلب وذلك في محاولة من أحد طرفي الاقتتال فرض أمر واقع في المنطقة منزوعة السلاح ومحيطها سقط خلالها مئات القتلى في صفوف التنظيمات الإرهابية المتحاربة بينها والمدعومة من النظام التركي كما تسببت هذه المعارك باستشهاد عدد من المدنيين وإصابة آخرين في مناطق سيطرة الإرهابيين.
سانا – الثورة
التاريخ: الأربعاء 9-1-2019
رقم العدد : 16880