باريس وروما تتراشقان الاتهامات بعد دعم مسؤولين إيطاليين للاحتجاجات… حكومة ماكرون تتوعد بإجراءات قمعية جديدة ضد «السترات الصفراء»!
تتوالى تداعيات الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها فرنسا لتطول العلاقات الهشة بين الدول الأوروبية، والتي يتخوف بعضها من امتداد الغضب الشعبي إلى كامل القارة العجوز، حيث تتهيأ تلك الدول لاحتمال المواجهة القريبة مع شعوبها، عدا عن أن مسؤولين كبار في الحكومة الإيطالية ساندوا حركة السترات الصفراء في فرنسا ما أثار غضبا فرنسيا.
وعلى إثر ذلك تواصل التراشق الكلامي أمس بين باريس وروما إثر الدعم الذي تلقاه المحتجون الفرنسيون من المسؤولين الإيطاليين، دعت وزيرة الشؤون الأوروبية الفرنسية ناتالي لوازو الحكومة الايطالية الى الاهتمام بشؤون بلادها، مضيفة أن فرنسا تحاذر على الدوام إعطاء الدروس.
وواصلت كلامها أيضا من بروكسل عندما قالت في تصريح صحافي «اعتقد أن الأولوية للحكومة الايطالية يجب أن تكون الاهتمام برفاهية الشعب الايطالي، ولا اعتقد أن الاهتمام بالسترات الصفراء له علاقة برفاهية الشعب الايطالي.
وتابعت بالقول: سمعت الحكومة الايطالية مرارا وهي تطالب باحترام طريقتها في إدارة شؤون ايطاليا، هذا الاحترام حق لهم، لكنه أيضا من حق أي دولة، خاصة عندما نكون جيرانا وحلفاء واصدقاء.
وردا على الوزيرة الفرنسية كتب لويجي دي مايو زعيم حركة الخمس نجوم الايطالية على فيسبوك «لكم هناك من الخبث».
وتابع في إشارة الى الوزيرة لوازو :يبدو أنها لا تتذكر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عندما شبهنا بالبرص وهو يتكلم عن حكومتنا.
وأضاف دي مايو ان الشعب الفرنسي يطالب بالتغيير والاهتمام بمطالبه بشكل افضل، لا يمكنني إلا أن أشاركه هذه الرغبات.
وانتقل الى الكلام عن القارة الإفريقية لمهاجمة فرنسا. وقال: حان الوقت للتوقف عن إفقار إفريقيا بسياسات استعمارية تتسبب بموجات هجرة نحو أوروبا، فتجد ايطاليا نفسها وحيدة في مواجهتها.
ويترأس دي مايو أحد التشكيلين اللذين تتألف منهما الأكثرية الحكومية الايطالية مع حزب الرابطة اليميني المتطرف برئاسة ماتيو سالفيني.
وكان دي مايو وسالفيني قدما بشكل واضح دعمهما العلني لتحرك السترات الصفراء في فرنسا، الذي اعتبراه إشارة إلى «اوروبا الجديدة» التي بدأت تظهر قبل أشهر قليلة من موعد الانتخابات الأوروبية.
وفي باريس أدان وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير دعوات أطلقها محتجون من حركة «السترات الصفراء» إلى مواصلة حركات الاحتجاج، مؤكدا عزم السلطات على اتخاذ إجراءات مشددة ضد هؤلاء الأشخاص.
الوزير الفرنسي الذي اعتبر تلك الدعوات، دعوات إلى استخدام العنف قال في تصريح أول أمس: تصبح دعوات إلى العنف ظاهرة روتينية، والأسوأ من ذلك أنها تصبح محط اعتزاز لمطلقيها، مضيفا: سنرد بإجراءات في غاية الشدة.
وتابع كاستانير، في كلمة وجهها إلى أفراد الشرطة وفرق الإنقاذ: سأقترح على رئيس الدولة ورئيس الوزراء تنظيم مناقشة حول قانون التخطيط الذي من شأنه أن يحدد رؤيتنا البعيدة الأمد لسياستنا في مجال الأمن الداخلي.
وفي وقت سابق قال رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب إنه سيعلن عن إجراءات جديدة تخطط السلطات لاتخاذها من أجل ضمان النظام العام أثناء الفعاليات الاحتجاجية.
وكانت الشرطة الفرنسية استخدمت القنابل الغازية والمسيلة للدموع ونفذت حملة اعتقالات خلال قمعها الاحتجاجات الشعبية التي تقودها حركة «السترات الصفراء» في باريس وعدد من المدن الفرنسية السبت الماضي وذلك للأسبوع الثامن على التوالي ضد سياسات الرئيس ايمانويل ماكرون.
وانتشرت ظاهرة «السترات الصفراء» في عدد من الدول الأوروبية مثل بلجيكا وهولندا وغيرها كرمز للغضب إزاء المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأربعاء 9-1-2019
رقم العدد : 16880