« العمال البريطاني» يطالب بانتخابات مبكرة.. «بريكست» يحاصر ماي.. ويفقدها المناورة بحال الهزيمة مجدداً أمام البرلمان
على خلفية أزمة «بريكست», يستمر الجدل بين البريطانيين وسط أجواء متوترة وانقسامات عميقة في الوسط السياسي وداخل حزب العمال المعارض أيضاً, فيما تعيش الحكومة حالياً أزمة حادة في ظل معارضة الكثير من النواب للاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الزعماء الأوروبيين.
رئيس حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربن رأى أن الحل للخروج من أزمة بريكست يكون بانتخابات برلمانية مبكرة.
ونقلت فرانس برس عن كوربن قوله أمس: إن هذا الاتفاق سيئ, وإذا فشلت الحكومة في تمرير هذا النص البالغ الأهمية يجب إجراء انتخابات بأسرع ما يمكن. موضحاً أنه يفضل إجراء انتخابات برلمانية مبكرة على عقد استفتاء ثان حول الخروج من الاتحاد الأوروبي.
ومن المقرر أن يصوت النواب البريطانيون الثلاثاء المقبل على نص اتفاق «بريكست» الذي تم التفاوض عليه بين الاتحاد والحكومة البريطانية.
ورداً على كوربن، قال براندون لويس رئيس حزب المحافظين الذي تنتمي إليه رئيسة الوزراء تيريزا ماي: إن العمال ليس لديه خطة للخروج من الاتحاد الأوروبي, وبدلاً من ذلك يجادل علناً بشأن إلغاء قرار الشعب البريطاني وإعادة الاستفتاء.
وذكرت صحيفة التايمز البريطانية، أن رئيسة الوزراء ماي تعقد اجتماعات خاصة مع نواب من حزب العمال في مسعى لكسب دعمهم لاتفاق خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي.
من جانبه قال وزير الأعمال والطاقة البريطاني غريغ كلارك، إنه لا يستبعد تقديم استقالته إذا واصلت رئيسة الوزراء المضي قدماً في مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) من دون التوصل لاتفاق، محذراً أن مثل هذا السيناريو سيكون كارثياً.
وقال كلارك لإذاعة «بي بي سي 4»: إن خروج بريطانيا في الـ 29 من آذار القادم قد يكون كارثياً من دون شبكة أمان تحكم المبادلات التجارية. مشيراً إلى أن المبادلات في هذه الحالة ستكون في حدودها الدنيا مع أقرب شركائها.
ولفت كلارك إلى أنه لا توجد أغلبية فى البرلمان البريطاني تؤيد مغادرة التكتل الأوروبي من دون التوصل لاتفاق، وبدا ذلك واضحاً عقب معاناة الحكومة هزيمتين مدمرتين من جانب حزب المحافظين خلال 24 ساعة.
وكان البرلمان البريطاني أقر أول من أمس تعديلاً يقلص المهلة المتاحة لرئيسة الوزراء لتقديم خطة بديلة حول «بريكست» في حال صوت البرلمان ضد الخطة الموجودة حالياً.
إلى ذلك قالت صحيفة الغارديان: إن قدرة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي على المناورة حال تم رفض اتفاق البريكست الخاص بها في تصويت العموم بعد أيام ، تعرضت لضربة جديدة بعدما خسرت الحكومة مواجهة برلمانية درامية ثانية خلال أيام.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن رئيسة الوزراء المحاصرة عليها أن تضع الخطة (ب) في غضون ثلاثة أيام عمل قبل تصويت يوم الثلاثاء المقبل.
وأضافت الصحيفة أن الهزيمة الجديدة التي أعقبت تعديلاً خلفياً منفصلاً لمشروع قانون المالية يوم الثلاثاء، تعني أنه سيتعين على الحكومة العودة إلى البرلمان بسرعة مع خطة، معتبرةً أن الجدول الزمني السريع سيزيد من الضغوط على حزب العمل للتحرك بسرعة, ويمكن تعديل الاقتراح الذي يحدد خطة الحكومة من قبل النواب الذين يأملون في طرح مقترحاتهم البديلة الخاصة، من استفتاء ثان إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وفي سياق مختلف اتهمت لجنة المراجعة البيئية في مجلس العموم البريطاني الحكومة بأنها السبب في الفقر الغذائي الكبير والمتزايد في البلاد، محذرة من أن واحداً من بين كل خمسة أطفال في بريطانيا يعيشون في منازل تعاني انعداماً شديداً في الأمن الغذائي، ما يجعلها الأسوأ بين البلدان الأوروبية في هذا الشأن.
وأضافت اللجنة في تقرير نقلته صحيفة الإندبندنت البريطانية أن ارتفاع تكاليف المعيشة وانخفاض الأجور أدى إلى حدوث زيادة مطردة في انعدام الأمن الغذائي ولكن وزراء بريطانيين أهملوا المسألة.
واتهمت اللجنة، الحكومة البريطانية بالتزام الصمت حيال انعدام الأمن الغذائي في إستراتيجيتها المتعلقة بالسمنة، مطالبة الحكومة بتعيين وزير يتولى شؤون الأمن الغذائي.
وعرض التقرير إحصائيات أظهرت أن 2ر2 مليون بريطاني يعانون من انعدام أمن غذائي حاد، ما يجعل بريطانيا تسجل المعدل الأعلى في أوروبا.
وأشارت الصحيفة إلى أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» نشرت بيانات حديثة أظهرت أن واحداً من بين كل خمسة أطفال، دون سن الـ 15 يعيشون في منازل تفتقر إلى الأمن الغذائي، وهو ما وصفته اللجنة البريطانية بالفضيحة التي لا يمكن السكوت عنها.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الجمعة 11-1-2019
الرقم: 16882