للتكريم أهميته المعنوية والمادية والتشجيعية… حقيقة لاحاجة لنذكّر بها, لكن ماذا لوكان التكريم من داخل الوطن؟ فلذلك حتماً طعم آخر وشكل مختلف.
بالأمس قامت وزارة الثقافة بتوزيع جوائز الدولة التشجيعية وسط حشد من المثقفين والإعلاميين والمهتمين… وبعيدا عن الأسماء يمكن القول إن مسألة التكريم على غاية الأهمية، وعندما نكرّم الكبار فنحن نكرّم أنفسنا… نكرّم من هو قادر على المتابعة والمثابرة وبذل الجهد والوقت لإنعاش المشهد الثقافي برواية أو قصة أو قصيدة من جديد.
لاشك أن اهمية النص الإبداعي تنبع من الأسئلة التي يثيرها والقضايا والأفكار التي يتناولها… لكن في المحصلة لأي عمل إبداعي قيمة, تزيد في الغالب عن البدل النقدي الذي يُستحق لقاء إنجازه, ولذلك يكون التكريم ضرورياً ليشحذ الهمم ويساعد ويحفّز على العمل والمتابعة, والأهم أن يكون دائماً لا أن يكون فقط حين تحل الذكرى… ميلادا أو موتا, فتفرد الصفحات وتخصّص الملفات التي تنتهي بانتهائها !.
وبما أن الشيء بالشيء يذكر.. أيضاً أقامت وزارة الإعلام مشكورة ورشة تفاعلية على مدى يومين كرّمت من خلالها عددا من رواد الدراما الإذاعية على ماقدموه عبر سنين طويلة من العطاء والإخلاص لهذه الإذاعة.
من هنا لابد من القول أن ماقدمته وزارتا الثقافة والإعلام مهم ولافت, لأن التكريم ضرورة ثقافية ووطنية فيها الكثير من المعاني والاحترام لصاحب التكريم.. وهي تُعيده من جديد ليستمر في عطائه بروح جديدة وهمّة عالية, فتلك التشاركية في المشاعر وتبادل الخبرات تفيدنا في محاولة تخطي بعض الطرق العسيرة… وتفتح الآفاق وتغيّر المعايير نحو الأفضل..
دعونا نتكاتف جميعاً ونجعل التكريم جزءا مهما في حياتنا وعملنا وسبيلا لإغناء تجربتنا, فالعطاء عند المبدعين قيمة أخلاقية وإنسانية تشعّ وتثمر.. وتخلّد لأجيال وأجيال.
ammaralnameh@hotmail.com
رؤيـــــــة
عمار النعمة
التاريخ: الأربعاء 16-1-2019
رقم العدد : 16886
السابق
التالي