الأوركسترا هي مجموعة من عازفي الآلات الموسيقية في المسارح الأوروبية وخصوصاً الاغريق, وعادة تتكون الفرقة من عدد كبير من العازفين بكل أنواع الآلات الموسيقية النفخ الهوائية والوترية والإيقاعية والآت المفاتيح.. لنا وقفة مع علم من أعلام الموسيقا في سورية تميز بحماسته واندفاعه ومحبته لحمص وتمسكها بالتحليق في سمائها والعمل على مشروع الأوركسترا، إنه رامي درويش لنتناول معه أهم القضايا:
– أنت علم من أعلام الموسيقا بحمص هل تحدثنا عن بداياتك؟
— كنت بطفولتي متعدد الهوايات متعلقا برياضة كرة السلة وبالموسيقا, ولكنني عندما نضجت حددت هدفي وذهبت باتجاه الموسيقا لتبقى الرياضة موهبة, فالتحقت بالمعهد العالي للموسيقا 1997في الوقت الذي كان من المستهجن أن تكون الدراسة خمس سنوات إلا للطب والهندسة, فكان مستغرباً أن أدرس خمس سنوات موسيقا, فأنهيت دراستي وعدت فورا إلى حمص, حيث أنني أول خريج في المعهد العالي يعود لحمص, حيث تخرج قبلي عدة خريجين من حمص سافروا للخارج ثم انتسبت لنقابة الفنانين فرع حمص 2002.
– كيف كانت بداية انطلاق حلمك الأوركسترا بحمص؟
— عملنا بعد عودتي على تأسيس فرقة أوركسترا شرقية في نقابة الفنانين, وبعد سنة سمعنا باقتراح من القيادة القطرية بافتتاح كلية تربية موسيقية بجامعة البعث, وصدر المرسوم وكان مكرمة من السيد الرئيس عام 2003, وبدأت العمل ما بين نقابة الفنانين كأوركسترا وكلية التربية الموسيقية كتدريس أكاديمي ومشروع فني بنقابة الفنانين، ثم نقلنا المشروع للتعاون بين النقابة وجامعة البعث استمر التعاون لفترة قدمت الأوركسترا خلالها بحدود 6 حفلات فتابعها الذواقة من جمهور حمص, ولكنها توقفت منذ عشر سنوات بسبب الضائقة المادية برغم تقديم الجميع التحية لهذه الفرقة والإعجاب بأدائها.
– كم كان عدد أعضائها؟ وما أهم العقبات التي واجهتكم؟وماهي الجهة الداعمة لكم؟
— بلغ عدد أفراد الأوركسترا 60 عازفا, من أهم العقبات أننا بدأنا المشروع وقدمناه ليصبح جاهزاً لكن هذه الجهات لم تستطع تغطية البنود المالية برغم قلتها وللاستمرار يجب أن يكون لدى هذه الجهات نظام مالي يدعم هذه الفرق لتستمر وتنجز أكثر من حفل واحد, حيث كانوا يتبنون حفلا واحدا, ثم يطالبوننا بالحصول على الدعم من جهة أخرى, إن عملنا يحتاج لبروفات كثيرة وإلى مصاريف وأجور نقل للأفراد والآلات ولطباعة النوتات وبحاجة دائمة إلى مسرح لتدريب الفرقة,كانت هذه النفقات على الحساب الشخصي لكافة أعضاء الفرقة من إناث وذكور, واستمرار المشروع كان يحتاج لجهة داعمة أو عدة جهات حتى نكمله, فربما يكون الخلل بتنسيقنا مع هذه الجهات.. لذلك توقف المشروع وبسبب ضغوط الحياة.
– هل يلوح في الأفق انطلاقة جديدة للأوركسترا بعد توقفكم لعشر سنوات؟
— نحن بمجرد وجود جهة راعية سنعود للعمل, ونفضل أن تكون إحدى المؤسسات الرسمية الثقافية التابعة للدولة, علماً أنه ليس لدينا مشكلة مع القطاع الخاص بشرط أن تكون جهة معروفة هي وخلفيتها المالية, فنحن متوقفون إلى حين توفر رصيد مالي, ومعظم الشباب لايزالون موجودين مع إن بعضهم قد سافر, وبالمقابل أصبح لدينا جيل جديد من المواهب، فالبلد ولادة ويقوم معهد إعداد المدرسين والمعهد العالي للموسيقا بدمشق بتخريج مواهب, وقد تجاوز عدد العائدين إلى حمص من الدارسين بالمعهد العالي للموسيقا أكثر من عشرة…
– ما دورك في بداية انطلاق كلية الموسيقا في حمص؟
— قد أعطيتُ الكلية الكثير من وقتي وأنني من مؤسسي الكلمة من لحظة إصدار المرسوم ورقياً حيث لم يكن هناك كلية أو أي تجهيزات أو آلات أو… فكنت من المدرسين الأوائل فعملنا فيها وأعطينا الكلية من جهدنا ووقتنا وشرف لنا ارتباط اسمائنا بهذه الكلية حتى تاريخه، وأثناء عملي في الكلية منذ 2003حتى 2008شاركت بمؤتمرات خارج البلد باسم الجامعة رسمياً بدول عربية وأجنبية وبمسابقات وحصلنا على جوائز للجامعة, وهذا الأمر أثرى عملي الفني, حيث أصبح عملي بحثيا أكثر من تقني وأدائي, فكل عمل يأخذ جهد وطاقة الإنسان ولكن بعد استقرار الكلية وأصبح لدينا كوادر تتحمل المسؤولية أصبحنا نستطيع العودة لعملنا الأدائي, وسنعود من جديد إلى العمل الأدائي الأوركسترا.
– خلال عملك الأكاديمي أنجزت مشروعين هامين ودعامتين أساسيتين في الموسيقا حدثنا عنهما؟
— نعم, فقد أتممت منذ شهرين كتابا بعنوان (الهارمونيك) صدر عن مديرية المطبوعات في جامعة البعث, وهو كتاب جامعي ويعتبر الأول في سورية واكتشفت أنه الأول في الوطن العربي باللغة العربية حيث أن جميع المصادر الموسيقية أجنبية بسعر زهيد لايتجاوز 300 ليرة سورية برغم الأزمة بينما تبلغ كلفة أقل كتاب في لبنان 60 دولارا.
أما الكتاب الثاني (التوزيع الأوركسترالي) سيصدر خلال شهر شباط 2019, حيث قدمت خلال انقطاعي عن الأوركسترا للبلد وللهواة الذين سيأتون من بعدي كتابين, لأننا تعبنا في البحث عن مصادر فلم نجد إلا نظريات خفيفة,أما علم توزيع الأوركسترا لي والهارمونيكا فلم يكن موجودا, حتى الانترنت لم يكن متاحا, ومن الصعب الوصول إلى المحافظات الأخرى للحصول على النوتات من المعهد العالي بدمشق أو من مكتبة الأسد, وستقوم وزارة الثقافة بنشرها بكل سورية وبسعر مدعوم من الدولة.
** ** **
بطاقـــــة
– حاصل على إجازة في الموسيقا (المعهد العالي للموسيقا في دمشق 2002).
– عضو هيئة تعليمية في كلية التربية الموسيقية بجامعة البعث منذ 2004.
– رئيس لجنة قبول المتقدمين الى كلية التربية الموسيقية للعديد من السنوات.
– عضو لجنة اعتماد المجلات العلمية الموسيقية المحكّمة الخاصّة بكلية التربية الموسيقية في جامعة البعث.
– عضو لجنة إعداد ماجستير الدراسات العليا المشترك (السوري – الفرنسي) في (الموسيقا والعلوم الموسيقية) بين كلية التربية الموسيقية في جامعة البعث وكلية الموسيقا في جامعة فرانسوا اربليه (تورز/ فرنسا) عام 2010.
سلوى الديب
التاريخ: الأربعاء 16-1-2019
رقم العدد : 16886